• Sunrise At: 6:06 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

30 نوفمبر 2012م

ما تفسير حديث إفترقت أمتى على إثنتين وسبعون شعبة؟

فضيلة الشيخ/ فوزي محمد أبوزيد

شارك الموضوع لمن تحب

الفِرْقَةُ النَّاجِيَة

سؤال: ما سبب الخلافات في الدِّين التي بين المسلمين في المذاهبِ والفِرَقِ الموجودة في عصرنا؟ هل في قول النبي صلى الله عليه وسلم: {سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً تَزِيدُ عَلَيْهِمْ وَاحِدَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا تِلْكَ الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: هُوَ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ الْيَوْمَ أَنَا وَأَصْحَابِي } (سنن الترمذي والمستدرك عن عبد ابن عمرو رضي الله عنهما)؟

================================

الحديث الوارد عن رسول الله في قوله:  {سَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً تَزِيدُ عَلَيْهِمْ وَاحِدَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا تِلْكَ الْوَاحِدَةُ؟ قَالَ: هُوَ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ الْيَوْمَ أَنَا وَأَصْحَابِي}. هذا الحديث في الخلافات في الأصول التي اتفق عليها المؤمنون والمؤمنات، إذا كان الخلاف في العقيدة الصحيحة الواردة عن السلف الصالح، أو الخلاف في فرائض العبادات، في الصلاة أو في الصيام أو في الزكاة أو في الحج، كأن يرى قومٌ أن الصلاة مثلاً يكفي فيها أربع فرائض أو ثلاثة أو اثنين فهؤلاء يكونوا من هذه الفرقة، أو إذا غيَّر قومٌ توقيت شهر الصيام، أو عدد أيام شهر الصيام، أو غيَّر قومٌ في أحكام الزكاة، أو غيَّر قوم في مناسك الحج إن كان في ميعادها وتوقيتها أو في مكانها.

هذه الخلافات – والحمد لله – ليست موجودة عندنا في مصر كلِّها، فأهل مصر يتفقون على الأصول، والخلافات التي بيننا ليست حتى في الفروع، وإنما في الهوامش التي لا تقدّم ولا تُؤخر في شرع الله عزَّ وجلَّ. كأن نختلف مثلاً في: هل نؤذن أذان واحد في صلاة الجمعة أو نؤذن أذانين؟ كلاهما وارد، فمن أذَّن أذاناً واحداً فقد أخذ بما كان في عصر النبيِّ صلى الله عليه وسلم – وهذا لا غبار عليه، ومن أذَّن بالأذانين فقد عمل بما اتفق عليه الأصحاب في عصر سيدنا عثمان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم مُحبذاً إلى ذلك: {عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ} (سنن الترمذي وابن ماجة ومسند الإمام أحمد عن العرباض بن سارية رضي الله عنه).

لا ينبغي الخلاف بيننا، كالخلاف في أداء ركعتي السُنَّة قبل الجمعة، أو قبل المغرب، فالسُنَّةُ كلُّها – القبلية والبعدية – لو أدّاها المرء أخذ ثوابها وله فضلها، ولو تركها فليس عليه إثم وليس عليه ذنبٌ في ذلك، فمن صلَّى فله الخير، لكنه لا يشدّد على من ترك الصلاة، أو يظنُّ بأنه خيرٌ منه لأنه صلّى وهذا لم يُصلِّى. ومن ترك الصلاة فلا ينهى الذي يصلى. فالإمام علي رضي الله عنه كان في مُصلّى العيد، وبعد انتهاء خطبة العيد بعد الصلاة، وجد رجلاً قام يصلّى ركعتين، فقال رضي الله عنه: صليتُ العِيدَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع أبو بكر، ومع عمر، فما وجدتُ أحداً صلَّى بعد خطبة العيد، فقالوا له: أفلا ننهاه؟ قال: لا، قالوا ولمَ؟ قال: حتى لا أدخل في قول الله: ﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى . عَبْدًا إِذَا صَلَّى [9، 10العلق].

لأن بعد خطبة العيد حلّت النافلة، فرجلٌ قام يتنفَّل، من الذي يستطيع أن يمنعه من أداء هذه النافلة. أيضاً بعد أذان المغرب حلّت النافلة – والمكروه هو الصلاة قبل الأذان – من الذي يمنعه من هذه الصلاة؟! إذا صلّى فله أجرها وثوابها، وإذا لم يُصلى فليس عليه وزرٌ وليس عليه ذنبٌ!! وقِسْ على ذلك النقاط الخلافية التي أُشِيعَتْ في زماننا، وتشدّد الناس في شأنها، فهي كلُّها ليست من الفرائض، ولا من الأصول، ولا حتى من الفروع، وإنما هي من الهوامش في دين الله عزَّ وجلَّ.

فنحن جميعاً والحمد لله أهل مصر كلنا من الفرقة الناجية التي يقول فيها رسول الله: {هُوَ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ الْيَوْمَ أَنَا وَأَصْحَابِي} (سنن الترمذي والمستدرك عن ابن عمرو)، إن كانوا سلفيين أو إخوان مسلمين أو صوفيين، كلنا من هذه الطائفة.

أما الفِرق التي أشار إليها حضرة النبي صلى الله عليه وسلم فهي الفرق الضالة من الخوارج والشيعة، وهؤلاء في العراق، أو في إيران، أو في سوريا، أو في غيرها من هذه البلاد.

منهم ـ والعياذ بالله ـ من يسُبّ أصحاب رسول الله، وهذا – ولاشك – من هذه الفرقة الضالة، ومنهم من ينسب النبوة والعصمة للإمام علي رضي الله عنه وهذا يُنافى ما اتفق عليه إجماع المؤمنين، ومنهم من يظن أن الخلافة لا تكون إلا في آل البيت من أولاد الإمام علي، وإنهم معصومون!! كل هؤلاء الذين غيَّروا وبدّلوا ليسوا من الإسلام في شيء.

ومثلهم في العصر الحديث ما يُسمى بالبابيَّة، الذين جعلوا الباب خاتم النبيين وليس محمداً بن عبد الله –صلى الله عليه وسلم – خاتم النبيين، وجعلوا الباب يتنزَّل عليه الوحي ويأتي بتشريعٍ جديد. ومثلهم أيضاً البهائية التي دعت الحج إلى حيفا في إسرائيل الآن – لأنها موطن زعيمهم – وليس الحج إلى بيت الله الحرام، وجعلوا شهر رمضان في أيام الشتاء ومدة الصيام تسعة عشر يوماً – وكلُّ هذا يُنافِي الأصول التي اتفقنا عليها. هذه الفرق التي تُنسب إلى الإسلام هي الفرق الضالة التي ورد عليها نصّ حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام. أما الخلافات التي عندنا في مصر فليس منها فرقةٌ من هذه الفرق – والحمد لله رب العالمين.


الحلقة السابعة من برنامج أسئلة جائرة وإجابات شافية لفتاوى فورية: الزقازيق – قرية كفر العلماء – مركز فاقوس – أبو كبير 16من محرم 1434هـ 30/11/2012م

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid