سؤال: هل سَحَرَ اليهود النبيَّ صلى الله عليه وسلم؟ نرجو شرح طبيعة هذا السحر؟ وما معنى قول السيدة عائشة رضي الله عنها: (أنه كان لا يأتي الشيء ويُخيّّل إليه أنه يأتيه)؟
==================
حديث سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد في البخاري – أن اليهود سحروا رسول الله صلى الله عليهوسلم، ووصفت السيدة عائشة هذا الأمر فقالت: (أنه صلى الله عليه وسلم كان يُخيَّل إليه أنه يأتي الشيء ولم يأته)، وهي تشير هنا إلى ما يُسمى عُرفاً بالرباط بالنسبة للحالة الجنسية للرجل.
وذكر الرواة أن سيدنا جبريل نزل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وأخبره أن الذي سحره هو رجلٌ يُسمّى لبيب بن الأعصم اليهودي، وأنه أخذ شيئاً من شعره ووضعه في مُشطٍ، وفعل السحر عليه ورماه في بئر، وحدَّد له البئر. وأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابه والإمام عليٌ يتقدمهم أن يذهبوا إلى هذا البئر فَنَزَحُوه حتى وجدوا السحر في قاعه، فأخذوه وفكّوه، فقال صلى الله عليه وسلم: أنه كمن نشط من عقال، يعنى كأنما كنت مقيَّداً وفُكَّتْ القيود. ومن هنا ذكر العلماء: أن السحر كان من الناحية الجسمانية، لكن ليس للسحر أي تأثير على الوحي والرسالة وتلقّى الوحي والإلهام من الله، فلم يكن هناك سبيل إلى ذلك.
وقد ذكر الشيخ/ محمد عبده – رحمة الله عليه – في كتابه وتفسيره لجزء عمَّ، في تفسير (سورة الناس): تشكُّكه في هذه الرواية – وإن كانت في صحيح البخاري – قال: أن الأنبياء معصومون، وعصمة الله عزَّ وجلَّ أن لا يؤثر فيهم السحر، وقد قال الله عزَّ وجلَّ لرسوله صلى الله عليه وسلم: ﴿إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ﴾[95الحجر]. ومن هنا شكك في هذه الرواية، فقال: هذه الرواية أرى فيها بصمة اليهود، لأنهم يريدون أن يقولوا أنهم تمكَّنوا من حضرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى سحروه.
الحلقة السابعة من برنامج أسئلة جائرة وإجابات شافية لفتاوى فورية: الزقازيق – قرية كفر العلماء – مركز فاقوس – أبو كبير 16من محرم 1434هـ 30/11/2012م