سؤال: ما حكم الشرع في العلاقة بين الفتى والفتاة وخروجهما معاً بعلم أهلهما لوجود نيَّة الزواج في المستقبل عندما تسمح الظروف؟
=============================
لا يجوز شرعاً لفتى أو فتاة أن يخرجا بغير مَحرم، وبغير ضرورة. وما يراه الشباب الآن من أنه لابد أن يخرج مع الفتاة مرات وكرات ليتعرف عليها وتتعرف عليه ليس من الإسلام، وإنما هو مخالف لتعاليم المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، قال صلى الله عليه وسلم: {لا يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا} (مسند الإمام أحمد وابن حبان والحاكم). والزواج لا يحتاج من ناحية التوافق النفسي بين الطرفين إلا إلى نظرة: {انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا} (سنن الترمذي وابن ماجة ومسند الإمام أحمد).
إذا نظر الإنسان نظرة إلى فتاة ووجد راحة نفسية يُكمل المسيرة، ويعقد العقد الشرعي، ويبدأ الإجراءات الشرعية التي سنَّتها الشريعة المحمدية: ﴿إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾[35النساء].ويباح له بعد ذلك أن يجلس مع أهلها وهي معهم. ولا مانع أن يجلسا في حجرة بجوارهم وهم جالسون، على أن يكون الباب مفتوحاً حتى لا تكون خلوة.
وأنتم تعلمون أن الإنسان من نظرة يقع في قلبه موقع الرضا أو موقع عدم الرضا، وهذا ما يحتاجه الإسلام. والشاب إذا كانت نيَّته الزواج لإتمام دينه، ونواياه طيبة، فإن الزوجة حتى لو كانت غير صالحة فسيُصلحها الله من أجل نواياه الطيِّبة، أي إذا توخَّى الطرق الشرعية وسلك المسالك المرضية للزواج فحتى لو كان فيها شيء ما لا يتفق معه؛ فإن الله تعالى سيصلحه له ويوفقها معه، وكذا هو من تلك الناحية. وكم رأينا من فتيان وفتيات جلسوا معاً سنوات، وخرجوا عشرات المرات، – وتزوج بعضهم – وعلى الرغم من ذلك كان الطلاق مستقبل أكثرهم! فلماذا فشلوا؟!!
والذين لم يكملوا للزواج!! فكثيراً ما وقعت الفتاة ضحيَّة ابتزاز هذا الشاب الذي خرج معها، وفي أحيان أخرى كثيرة ساءت سمعتها وطالت حيرتها!! وفي أحوال عديدة يقول الشباب: كما خرجت معي ستخرج مع غيري! ويتركها بعد أن يتسلى بها، وإذا عوتب في ذلك قال: لماذا خرجت معي لو كانت مؤدبة أو ذات خلق ودين؟!
فالفائدة والصلاح والنجاة في إتباع شرع الله، والسير على هدى وخطى حبيبه ومصطفاه، هدى الله شبابنا ذكوراً وإناثاً وجمع شملهم على محابه ومراضيه.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
***********
الحلقة الرابعة من برنامج أسئلة حائرة وإجابات شافية لفتاوى فورية :