سؤال: لو رأيت مشهد تقبيل بين رجل وامرأة في التليفزيون، أو في أي مكان، فما حكم ذلك إن كان بقصد أو بغير قصد؟
===================
أي نظر لممنوع – منع منه الشرع – فهذا محظور، وصاحبه مأزور غير مأجور، فمن ذهب إلى البلاج وشاهد المصيفين الذين يتجردون من الملابس بالكلية إلا جزئية لا تكفي للستر الذي وضعه الله عزَّ وجلَّ قانوناً للمؤمنين!! قال فيه صلى الله عليه وسلم: {لَعَنَ اللَّهُ النَّاظِرَ وَالْمَنْظُورَ إِلَيْهِ} (سنن البيهقي).
وكذلك من يشاهد في الأفلام الإباحية، أو الأفلام غير الملتزمة – وليست إباحية – رجلاً يحتضن امرأة ليست زوجته – أو حتى زوجته!! لا ينبغي لي أن أراه وهو يفعل معها ذلك، لأنه ينبغي أن يُلقي عليه ستر الله عزَّ وجلَّ – إذا أراد الرجل أن يفعل الحلال مع زوجته وكان له ابن قريب منه واستيقظ يستحي من ابنه ويترك ذلك الحلال، فما بالك أمام الخلق!!.
فطلب منا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نغض أبصارنا تنفيذاً لقول الله: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾[30النور]. لا ينبغي أن ننظر إلى ذلك، وإذا نظرنا فجأة ينبغي أن نلفت النظر فوراً، وقد قال صلىالله عليه وسلم للإمام علي في نظر الفجأة: {يَا عَلِيُّ، لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ} (سنن الترمذي وأبو داوود ومسند الإمام أحمد). الأولى يسامح الله فيها على أن تصرف البصر فوراً، وقال لمن يصرف بصره عن هذه الحُرمات: {النَّظْرَةُ سَهْمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ الشَّيْطَانِ، فَمَنْ تَرَكَهَا مَخَافَتِي أَعْقَبْتُهُ عَلَيْهَا إِيمَانًا يَجِدُ طَعْمَهُ فِي قَلْبِهِ} (مسند الشهاب عن ابن عمر رضي الله عنهما).
إذاً يجب على الإنسان أن يصرف نظره عن هذه المناظر إن كانت في عالم الحقيقة، أو كانت في عالم الخيال، أو كانت في عالم النت، أو كانت في عالم السينما، أو كانت في أي عالم من العوالم لأن النظر هو الذي يؤجج الشرر في باطن الإنسان، ويُحرك القُوى الخفية التي تدعو الإنسان إلى عصيان رب البرية عزَّ وجلَّ، كل شرر مبدأه من النظر، وإذن ينبغي أن نعمل بقول الله: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾[30النور]. وقال للمؤمنات: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنّ﴾[31النور].