• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:59 PM

Sermon Details

7 نوفمبر 2015

ما حكم زوجه ترفض زوجها لأنه مقصر فى الصلاة العبادة؟

إقرأ الموضوع

شارك الموضوع لمن تحب

…………………………………………………………………………….

السؤال الثالث: زوجة ترفض زوجها لأنه لا يتقرب إلى الله، ولأنه مقصر في الصلاة وفي كل أمور الدين؟

———————-

ما دامت المرأة ارتضت بزوجٍ من البداية فلتصبر عليه إلى النهاية، وكل مشكلة ولها حل إذا صدقت النية، واستعانت بالله في أى معضلة أو مشكلة سيحلها الله حلاًّ جميلاً إن شاء الله، لكن لا تلجأ إلى وسائل عقابية مع الزوج، فيكون عنده العناد، لأن الرجل يحب العناد فتتفاقم المشكلة وتزيد وربما تستعصي على الحل. لكن كل الأمور تحتاج الحكمة والموعظة الحسن، وربنا قال فيها الموعظة الحسنة، كيف؟

تقول له: أنت تعرف يا فلان أنني أحبك وأُحب لك الخير، لكن وأنت أعزّ عندي من كل شيء في الدنيا إلا الله ورسوله، وأريد أن لا نخرج لا أنا ولا أنت من الدنيا ونذهب للآخرة ونحن خاسرين وليس لنا مكان في الجنة ونتعرض للعقاب في النار، أو للعقاب في الموقف العظيم. ويكون بطريقة لطيفة، ونريد أن نعرف الأشياء التي توصلنا إلى الله لنعملها أنا وأنت.

ولا تقول له: أنا أُصلي وأنت لا تصلي، فيعتقد أنها ترى نفسها أحسن منه فيعاند أكثر، لا ـ لأنها مهما كانت تفعل تُشعره أنه أستاذها وينبغي عليه أن يعلمها، وتقول له: إن لم تكن تعرف فاسأل، وربنا يقول: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (7الأنبياء)، وتعالى قل لي ما المنهج الجيد الذي نمشي عليه؟، وكما نريد المنهج الجيد لنمشي عليه في نفقات البيت حتى لا يكون علينا ديون، ولا نكون مضطرين ونمشي كما ينبغي، فنريد أيضاً منهجاً طيباً نخرج به من الدنيا فنجد لنا مكان في الجنة نسكنه، ونجد لنا أمان يوم القيامة، فنفرح هناك كما نفرح هنا. هذه الطريقة اللطيفة يا إخواني هي الأساس، وسأقص عليكم حكاية حدثت أيام الصحابة الأجلاء:

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم عرَّفهم أن البلاء دليل على تذكر الله للعبد، والعبد الذي لا ينزل عليه بلاء – والبلاء يعني ولو شيء من الإنفلونزا، أو صداع،  فهو بلاء أو شيء ضاع منها وأخذت تبحث عنه ساعتين فهو أيضاً بلاء – ولو أن الواحد حتى كان ماشياً في الطريق وقطع حذاؤه فهو بلاء، فكل شيءٍ من هذه الأشياء يحدث له يسترجع ويقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا هذه خيراً وعوضنا عنها خيراً منها)[1]، قال صلى الله عليه وسلَّم: (استرجعوا حتى في شسع نعلكم)[2]. يعني في قطع نعلكم لو قُطع وأنتم ماشيين.

وعرفنا أن فرعون موسى ما الذي جعله يتفرعن – يطغي – ويعمل نفسه إلهاً؟ فقد عاش أربعمائة سنة لم يُصب بألمٍ قطّ، لم يأتيه مرض في الأربعمائة سنة حتى ولو صداع، وهذا ما جعله طغى وعمل نفسه إلهاً.

إمرأة تزوجت رجلاً وتنتظر أن يُصاب بقليل من الرشح أو صداع أو أيِّ شيء ولو خفيف فلم يُصب!!، وظل فترةً طويلة فقالت له في النهاية: هيا أنا وأنت نذهب للقاضي، فقال لها، لماذا؟ فقالت له: ستعرف هناك، وأثناء سيرهما إلى القاضي تعثَّر، فقالت له: نرجع مرةً ثانية، فقال لها: ما الموضوع؟، لأنه يريد أن يعرف السرَّ، فقالت له: كنا نعيش معاً فلم يأتك بلاء، وظننت أن ربنا غاضب عليك، وغضبه سينزل عليك، ولما عثرت فعرفت أن ربنا تذكرنا بالرحمة فرجعت. فكان العلاج بالنسبة للصحابيات الجليلات بالحكمة والموعظة الحسنة.

المرأة وزوجها لا ينبغي لهما التوتر في الكلام، ولا العصبية ولا الغضب في التفاهم، إذا نزعنا التوتر والعصبية والغضب وكان الكلام في وقتٍ طيب باللين والمودة، فكل الأمور ستنصلح وستُقضى إن شاء الله، فنحن فقط نخرج العصبية والتوتر، والخروج عن الشعور في المعاملة مع الزوج ومع الأولاد ومع الخلق أجمعين إن شاء الله.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

***************

[1] روى الإمام مسلم عن أُمِّ سَلَمَةَ رضى الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا).

[2] روى الترمذي عن أنس رضي الله عنه بلفظ: (لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى يَسْأَلَ شِسْعَ نَعْلِهِ إِذَا انْقَطَعَ).

…………………………………………………………………………….

   العوامية ـ الأقصر ـ مركز شباب طيبةالسبت 7/11/2015م الموافق 25 المحرم 1437هـ

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid