سؤال: ما رأى الدين فيما يُعرف بيننا بـــ (كذبة أبريل)، والمقالب التي يفعلها الأصدقاء فيما بينهم كنوع من المزاح؟
————————
كذبة أبريل هذه بدعة غربية لا شأن لنا بها أهل الإسلام، لأن الإسلام حرَّم الكذب حتى في اللهو واللعب، قال صلى الله عليه وسلم: (إِنِّي لأَمْزَحُ وَلا أَقُولُ إِلا حَقًّا)[1]، ونهى أصحابه عن الكذب بالكلية، حتى فيما يظن أن فيه منافع له دنيوية، أو مخارج له أخروية، وقال في ذاك الإمام عليٌّ كرَّم الله وجهه ورضي الله عنه: ((إذا كان الكذب يُنجي فالصدق أنجى))، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الصدق سبيل للرقي إلى مجال الصديقين: (عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا)[2].
فالكذب لا ينبغي في الإسلام، ولو حتى في المزاح أو اللهو أو اللعب، لأن المسلم قال فيه الله:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ)(119التوبة)، وهو أهل لهذا الوصف، ولذلك كلامه مع صغاره، أو مع زوجه، أو مع أحبابه، أو مع جيرانه، أو مع كل خلق الله، وصفه الصدق:(وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (33الزمر). ومن عجب أن هذه الآية تتحدث عن واحد ثم تجمع فتقول: (أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ)، لأن هذه أوصاف المؤمنين، فكل مؤمن جاء بالصدق، أى: بدين الحق، وصدَّق به وآمن به، ولا يخرج منه في لهو أو مزاح أو غيره إلا الصدق أينما كان وحيثما ولَّى.