السؤال الخامس: بعض الناس عندنا وفى القُرى بالذات، يموت الميت فيقولون: قبره نوَّر فابنوا له مقام، فيبنون له مقام ولا يزوره أحد ولا يذهب إليه أحد،فما رأى فضيلتكم؟
عندنا في بلادنا كثير من المقامات التي نسميها مقامات الرؤية، وبعض البلاد الصغيرة تسميها علامة، يأتي رجل من الصالحين في المنام لأحد ويقول له علم لي علامة، فيُعلم له علامة صغيرة على وسع طاقتة أو يبنى له ضريحاً أو يبني له مسجداً
به ضريح، ولذلك تجد الأضرحة متعددة!!
كم ضريح للسيدة زينب؟ كثير جداً، وهذه منامات الرؤية، لكن شرط الصالح الذى نبني له ضريح أن يكون جسمه موجود ولم يتغير ولم يبلى، فإذا وجدنا جسمه قد تغير فهذا يكون من أهل اليمين وليس من أهل المقربين ويدفن في مقابر المسلمين.
لكن شرط أهل الخصوصية قدر من ميراث النبوة وقال صلى الله عليه وسلم:
شهداء غزوة أُحد بعدما تم دفنهم بإثنين وأربعين عاماً:
قام معاوية بن أبى سفيان بحفر عين ماء قريبة منهم، فجاء كل رجل منهم إلى قريب له في المنام، وقال له أغيثونا من الماء، فحفروا لهم، سيدنا جابر بن عبد الله كان أبوه من ضمنهم فوجد أبوه كما هو واللحية كما هي والشعر كما هو!!!
وكان مصاباً في بطنه فعندما دفنوه وضعوا يده على بطنه حتى لا ينزل الدم، فرفعوا يده من على بطنه فنزل الدم، فوضعوا القطن فلم يتوقف الدم فوضعوا يده مرة أخرى فتوقف الدم، وهذا بعد إثنين وأربعين عاماً!
وأثناء الحفر جاءت الفأس في رجل سيدنا حمزة فنزف الدم منها، لماذا؟
لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون، فهذا هو شرط الولي الذي نصنع له ضريح.
وهذا ليس معناه أن نهدم الأضرحة القديمة، لكن تذكير ونصيحة للقادم أن لا نصنع ضريح إلا من به هذه المواصفات!!
لكن إن كان جاءه ويريد أن يصنع يحفر مكان العلامة وإن وجد الجسد يصنع الضريح وإن لم يجد الجسد يقوم ببناء مصلى صغير بإسمه ولا يصنع ضريح.
[1] سنن النسائي وأبي داود عن أوس بن أوس الثقفي رضى الله عنه