• Sunrise At: 6:05 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

25 يناير 2013م

ما معنى لا يأكل طعامك إلا تقى وهل لو دخل بيتى مسلم غير تقى لا أقدم له طعاما؟

.

شارك الموضوع لمن تحب

*******************************

لا يأكل طعامك إلا تقي

سؤال: ما معنى حديث: {لا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ}؟

وهل معنى هذا إذا دخل بيتي شخص غير مسلم، أو مسلم غير تقي لا أُطعمه؟

======================

المؤمن كريم، وبيته دائماً مفتوح للضيفان، لكن هناك فرق بين من أُدخله برغبتي، وأُطعمه وأنا أحبُّه وأدخل في قول الله: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ [8الإنسان]، وبين من يُفرض علىَّ إكرامه!! لأنه أتى إلىَّ زائراً، أو أتى إلىَّ سائلاً، فأُطعمه لواجب الضيف، أو أُطعمه لعدم رد السائل، كما نوَّه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر هذا الحديث ذكره لخاصته، فقال صلى الله عليه وسلم لهم: { لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ } (سنن الترمذي وأبي داود والدارمي عن أبي سعيد الخدري  رضي الله عنه). وقال أيضاً: { لا يَدْخُلْ بَيْتَكَ إلا تَقِيٌّ } (الطبراني عن عائشة رضي الله عنها). أي لا تصاحب إلا الأتقياء الأنقياء، ولا تأمن في دخول بيتك إلا الأتقياء الأنقياء، وهذا لمن يديمون التردد على البيت، ويُديمون الجلوس معي، بحيث أنها وصلت إلى الصداقة، أو دوام المودة، أو دوام الجلوس.

أما السائل الذي جاء مرة وذهب فأُكرمه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { لا تَرُدُّوا السَّائِلَ وَلَوْ بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ } (سنن الترمذي وأبي داود ومسند الإمام أحمد عن حواء الأنصارية رضي الله عنها). والظلف هو ظفر الطائر، مع أنه لا يُؤكل!! وأمر بإطعام الطعام لمن نأي عن بلده ولا يجد طعاماً يأكله، لأن هذا من باب المودَّة والتكافل الاجتماعي بين المسلمين.

وأمر بإطعام أهل الميت إذا كانوا مشغولين، قال صلى الله عليه وسلم لأهل بيته: {اصْنَعُوا لآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَقَدْ أَتَاهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ} (سنن الترمذي وأبي داود وابن ماجة عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه).

وأمر برعاية المرضى من المسلمين، فلو كانت امرأة مسلمة جارة لنا ومريضة، علينا أن نُجهز لها طعامها حتى تُشفى لأن: { َاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ} (صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه).

لكن كل هذه ظروف طارئة، أما الحديث فيتحدث عن المودة الدائمة التي تربط بين اثنين، وكل واحد منهما إذا لم يَرَ أخاه في يوم كأن شيئاً غائباً عنه، فيبحث عنه، ويريد أن يُحدثه ولو هاتفاً، ويريد أن يراه ويجالسه، لأن المودَّة توثَّقت بينهما.

مَن الذي نُعطيه هذه المودة ونوثقها؟ التقي النقي الذي قال لنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم: { لا يَدْخُلْ بَيْتَكَ إلا تَقِيٌّ } (الطبراني عن عائشة رضي الله عنهاوقال: { لا تُصَاحِبْ إِلا مُؤْمِنًا، وَلا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلا تَقِيٌّ } (سنن الترمذي وأبي داود والدارمي عن أبي سعيد الخدري  رضي الله عنه).

وإن شئت قلت: لا يدخل بيتك  – أي: قلبك – إلا مؤمناً تعلم منه صدق الإيمان، ولا يأكل طعامك – الإلهي – من العلم والهُدى والنور، إلا الذين اختارهم الرحمن عزَّ وجلَّ، ورشَّحهم النبي العدنان صلى الله عليه وسلم. وهذا معنى لطيف في هذه العبارة يتمشى مع المعنى الظاهر الذي ذكرناه.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحلقة الخامسة عشر من برنامج أسئلة حائرة وإجابات شافية لفتاوى فورية    المعادي 13من ربيع الأول 1434هـ 25/1/2013م

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid