أمر الله عزَّ وجلَّ المؤمنين أمراً بيناً واضحاً، أن لا يستسلم المؤمن في مكان فيه تضييقٌ عليه في طاعة الله وفي العمل في شرع الله، فإذ ضُيِّق عليه في أى وضع فعليه بالهجرة، وسيجعل الله له فرجاً ومخرجاً، فلا يرضى بالضين، ولا يرضى بالذل، ولا يرضى بالعيش الوخيم، وإنما ينوي الهجرة في سبيل الله، فإذا هاجر فسيعطيه الله عزَّ وجلَّ من عنده فرجاً قريباً.
وهذا في أى أمرٍ حتى في أمور الرزق، فإذا ضاقت على الإنسان الأرزاق في مكان يهاجر من هذا المكان: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ) (15االملك). فيمشي فيجد في مكانٍ آخر باباً واسعاً من الرزق، فلا يستسلم لأن استسلامه يؤدي به إلى القنوط واليأس من رحمة الله، أو يؤدي به إلى معصية الله بطرقٍ غير شرعية حرَّمها عليه الله، فالأولَى له أن يخرج مهاجراً وسيجعل الله له من مكانه فتحاً ومخرجاً إن شاء الله. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
**********************
– 1 – الزقازيق بعد صلاة الجمعة 30/10/2015 الموافق 17 المحرم 1437هـ