الحمد الله الذى من علينا فهدانا لطاعته وأسمع آذان قلوبنا كلام حضرة عزته
وجعلنا أهلاً فى الدنيا بفضله وكرمه ومنته ونسأله أن يتم علينا نعمته فى الآخرة
فيجعلنا جميعا من أهل النظر على جمال حضرته ، والصلاة والسلام على مولانا محمد بن عبد الله القدوة الطيبة والأسوة الحسنة لكل من يرجو لقاء الله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين ، آمــين أمـا بــعد ،،،، فيـا أخوانى ويـا أحبابى بارك الله عز وجل فيكم أجمعين
فى الآيات التى استمعنا إليها اليوم شفاء لما فى الصدور ورحمة للقلوب الظامئه إلى العلوم والمعارف الربانية ، وذكرى وعبرة لأهل الخشية الذين إذا ذكروا ذكروا واستحضروا فقد بنية هذه الآيات أن المؤمنين الصالحين والصادقين فى اتباعهم لسيد المرسلين لهم منزلتين عند الله كل منزلة لها عملها ولها رجالها ولها تعاملها ودرجاتها ومنحهها من الله عز وجل ، المنزلة الأولى والحمد الله نحن كلنا فيها يبلغها المرء بالإيمان والعمل الصالح
منزلة فى الجنة فى جنة الفردوس ، وجنة الفردوس كما أخبر عنها الحبيب ﷺ هى ( أوسط الجنة وأعلى الجنة )
ولذلك عندما استشهد سيدنا حارثة رضى الله عنه وأخذت أمه تبكى عليه ورسول الله ﷺ ذهب لعزائها فقالت يا رسول الله ، أخبرنى إن كان حارثة فى الجنة لا أبكى عليه فقال ﷺ ( يا أم حارثة أنها جنان فى الجنة ) ، هى درجات ، الخلد ، عدن ، جنة المأوى ، دار السلام ، الفردوس الأعلى منازل فيها قالﷺ ( إن الله أعد للمجاهدين فى سبيله مائة درجة ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض ) هذا للمجاهدين
وهناك غير ذلك الأصناف للصالحين والمتقين كما أخبر كتاب رب العالمين عز وجل
فقال ﷺ ( يا أم حارثة أنها جنان فى الجنة وأن حارثة أصاب الفردوس الأعلى ) ما هو الفردوس ؟ ودعى أصحابه لأن يسألوه ، أين نسكن ؟ وأى شئ نختار فهو قالﷺ الذى اختار لأن اله أره وكشف الله له الحجب عن النعيم الذى جعله لعباده الصالحين وأمره ﷺ أن يعرفنا {وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ }محمد6
يعرفنا الجنة لنختار ، الذى يرد الجنة فقال ﷺ عظموا الرغبة وسلوا الله عز وجل الفردوس الأعلى فإنه أوسط الجنة وأعلى درجات الجنة ) إذا سألتم فعظموا الرغبة لأنك بتسأل رب العالمين وهو لا يخيب من دعاه ولا يرد من سأله صفرا من عطاه عز وجل تدعوه يعطيك ، فلا بد أن، تعظم الرغبة ، ولابد أن تعرف من القرآن ومن سنة النبى العدنان درجات الجنان وأنواع النعيم الذى نوعه فيها الرحمن لكى تطلب الدرجات العلى التى جعلها الله عز وجل لعباده الصالحين والمتقين
فالفردوس للجماعة ( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) ، والفردوس به جنان كثيرة وكل جنه لها نعيمها
ظن أنه نال غاية المنى وأنه حصل على ما لم يحصل عليه السابقون ولا اللاحقون فإذا كوشف بنعيم آخر استغفروا الله على هذا الظن الذى ظنه ، عندما يرى نعيم أخر . الله عز وجل لم يقل إن الذين يؤمنون ويعملون الصالحات ، مع أن هذا مقتضى السياق ، لكن ربنا أتى بها بصيغة الماضى حتى يعرفنا أن الإغتنام فضلاً وعطاء من الله ليس باكتساب ولا بإطلاع ولا بإجتهاد .
{ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ } (الحجرات7 )بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين ، من الذى هدانا للإيمان الله سبحانه وتعالى ، ولنعلم علم اليقين أن الإيمان منًه من الله ، ونسأله التثبيت على الإيمان حتى لقاءه عز وجل وهو راض عنا ، وهو فضل مـن الله عز وجل وهو المتفضل على جميع المؤمنين
فكثير من المؤمنين عندما يتفضل الله بالتوفيق ، فهذا التوفيق من الله عز وجل يوفقه الله لعمل الصالحات بتلاوة القرآن وللمحافظة على الفرائض فى وقتها … للقيام فى جنح الليل فى وقت السحر لمناجاة العزيز الغفار ….لصيام بعض الأيام الفاضلة ….جعل لسانه رطبا بذكر مولاه ..جعل يده سخاء بالخير على الفقراء من عباد الله ، ساعات الشيطان والنفس تضحك عليه بأنه إجتهاده ومجهوداً عظيم بذله يستحق عليه أن ربنا يثنى عليه ويشكره أو يعطى له نيشان ويعافيه من المرض ويجعل أولاده فى سعادة ، ولو حصل عنده شئ من المنغصات كيف يأتين المرض ، لماذا أولادى لم ينجحوا وانا باعمل كذا وكذا ولو تأخر عليه أمر دعى به الله ويغضب لعدم استجابة الدعاء ، ينظر أنه اجتهاد من عنده ونسى أن الموفق هو الذى وفقه وأن الحول والطول والقوة التى عمل بها هى من الله ومن فضل وكرم الله ومن عطاء الله ، {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } الفاتحة5
نقدر نعبده بدون معونه منه ، كيف ؟ من يقدر على نفسه بدون معونة من الله ، ومن يقدر أن يكبح شهوات نفسه إلا بمعونة وطول وقوة من الله عز وجل ، فهذه الآية تعلمنا علم اليقين أن الإيمان فضل من الله وأن العمل الصالح توفيق من الله فإذا رزقنا الله الإيمان فنسأله المزيد والتثبيت ، { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ }آل عمران8
كان ﷺ بعد كل صلاة يدعوا ( اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبى على دينك يا الله ) ونعرف كذلك أن العمل الصالح توفيق من الله عز وجل ،وإذا كان عندى رغبة شديدة فى عمل الخير والنفس الأمارة همدتنى واقعدتنى لكن تخلت عنى عناية الرحمن ، لا استطيع إلا بمعونة من الله
اللهم لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صليـنا
فأنزل سكينة علينــا وثبت الأقدام إذ لا قينا
هذا كلام صحابة رسول الله ﷺ ورضى الله عنهم اجمعين والذين اثنى الله عليهم فى القرآن وقال عنهم
{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } الذاريات 17 ، 18
بعد الصلاة طول الليل يقولون : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك ، ما عبدناك إلا بتوفيقك وإرادتك ، إرادة الله حالة ، ربنا يقول كانت لهم لأنه قال فى الأزل القديم كما قال ﷺ الرؤوف الرحيم ( قبض الله قبضة بيمينه وقال هؤلاء إلى الجنة ولا ابالى وقبض قبضة بيسارة وقال هؤلاء إلى النار ولا أبالى ) فالسابقة حاله ولذلك كان رجل من الصالحين يظهر عليه باستمرار التكوين والقشعريرة والرعدة والإصفرار فسالوا عن ذلك فقال رضى الله عنه ( اتذكر قول الله عز وجل قبض قبضة عن يمينى وقبضة عن يسارى ولا أعلم اكتناف القبضة التى عن اليمين فاستبشر أم فى القبضة التى على اليسار وقد قال النبى المختار ﷺ إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينها وبينه إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ) وهذا هو المنافق لانه يعمل بعمل أهل الجنة لكن قلبه غير منعقد على عقيدة أهل الجنة ( وأن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) هذا لأنه غمره يقين وعقيدة بالله وأن كان غالب عليه خطر نفسه وشهوتها لأن الله يتوب عليه بيقينه وشدة إيمانه فى الله عز وجل
وقال ثم اتذكر قول ﷺ عندما أٌسرى بى إلى السماء وجدت آدم عليه السلام ينظر إلى اسودة عن يمينه ثم يضحك ثم ينظر إلى اسودة عن شماله ثم يبكى فقلت ما هذا يا أخى يا جبريل قال ( هذا آدم عليه السلام وهذه نسم بنيه فأما الذين عن يمينه فهى أرواح السعداء من أولاده وذريته ينظر إليهم فيبتسم ويضحك واما الذين عن يساره فهى ارواح أهل الشقوة والضلال من ذريته فينظر إليهم ويبكى ويقول الرجل الصالح : فلا أعلم إن كنت عن يمينه فاستبشر وأضحك ولا أعلم إن كنت عن شماله فيستغفر الله عز وجل وابكى على خطيئتى فالسابقة حاله
فقد قال الله عز وجل {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ } هود 108
( كتبت لهم السعادة من الأولى ) من الله عز وجل
ولذلك قالﷺ للعباد والمتصديق والذاكرين والعاملين والمتصدقين لن يدخل أحدكم الجنة بعمله قالوا حتى أنت يا رسول الله قال حتى أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته ) وفى رواية أخرى برحمته وفضله
ولكن الدرجات فيها العدالة الإلاهيه حسب الأعمال التى يتقبلها الله عز وجل
القبول لا يعمله إلا الله ، لانه لو حاسبنا ودقق لا يقبل منا شئ
الإمام الجنيد رضى الله عنه وكان من كمل الصالحين ومن سادة المتقن وجاءه الموت ولقنوه لحظة الموت كلمة لا إله إلا الله فلم يلتفت إليهم واستمر فى تلاوته ثم قال ( اتذكرونى بالله قالوا نعم قال وهل نسيته حتى اذكره قالوا وماذا كنت تصنع الآن قال كنت أقرا وردى فى القرآن كل يوم قالوا حتى فى هذه الساعة ، قال ومن أولى منى وها أنا ذى تطوى صحيفتى فيكون أخر عمل فيها هو وردى فى القرآن الذى اقدمه لربى كل يوم وليله
ولذلك عندما مات رآه رفيق له فى النوم فقال له ، يا جنيد ماذا فعل الله بك فقال حاسبونا فدققوا ثم منوا فأعتقوا ، من الذى سوف يشكر نعمة من نعم الله ولا عطاء من عطاءه سبحانه وتعالى ، فنعمة الإيمان من الذى يستطيع أن يشكر الله عليها ودخول الجنة كرم من الله وفضلاً { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً }الكهف107
ولقد قال ربنا هذه الآية فقط ، كلنا سنخاف ولا يسأل عما يفعل من الجائز أن نمكث فيها شهراً ، لكن الله كريم قال {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً }الكهف108 ، وهذه هى التى طمأنت المؤمنين وطمأنت قلوب المؤمنين لأن الله لا يخلف الميعاد ، لكنه يخلف العبد الذى يدخل جهنم يخرجه منها ما دام نطق بالشهادتين هذا مقام وهناك أعلى من هذا منزلة أرقى وأعلى وأكمل من هذه المنزلة ( منزلة الفردوس الأعلى ) وأفضل أنواع التكريم أن يجتمع المرء بجوار رسول اللهﷺ وبالنظر إلى وجه الله عز وجل وهى أعلى درجة فى الجنة بعد النعيم { فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69
وهذه للمطيع لله ورسوله ليس فى الصلاة فقط فى كل شئ فى المعاشرة فى النوم فى المعاملة مع خلق الله فى صلة الأرحام فى البر بالأيتام وفى كل عمل أمر به الملك العلام أى وقته كله فى طاعة وعبادة لله عز وجل
لذلك أهل هذا المقام فى عبادة دائمة أهل هذا المقام الذين يريدون أن يكونوا مع حضرة رسول الله حتى صارات أنفسهم وأوقاتهم لعبادة الله إذا نظرا إلى السماء تفكر.. وإذا نظر إلى الخلق تدبر ..وإذا تحدث لا يتحدث إلا خيرا فيكون توكله كله عبادة وإذا سعى ، سعى بمتابعة حبيبه ومصطفاه وينوى به عبادة يتقرب بها لله ناوى يزور الوالدين براً بهما ، ناوى يزور جاره لتقديم تهنئة لسرور بنجاح أو فرح ينوى نية صالحة ، ينوى فى كل عمل حتى لو خرج يتنزه ينوى السياحة ، كل { قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ }يونس101
{ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران191 يفكر فى كل أحواله لأنه فى طاعة الله ورسوله
{ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً }النساء69 يكون مع الرسول ﷺ وهذه المعية لعزه ونعيمها وعلوا مراقى أهلها إشارة إلى الكتاب الكريم إشارة خفية لطيفة لانه لا يستطيع أن يتذوق النعيم إلا إذا اكرمه الكريم عز وجل {لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ }الزمر20
فأهل الغرف يتراءون كما تتراءون النجوم فى كبد السماء فى الدنيا ، وهم فى الجنة تراهم كما تراهم كما نرى النجـوم فى السـماء لعلو شأنهم ورفـعة مقامهم وهم نجـوم حول شمس حبيبهم ﷺفهؤلاء جماعة تحت ظل العرش وهناك جماعة قال فيهم ﷺقدام عرش الرحمن على منابر من نور يوم القيامة ، فهذا فرق كبير بينهم {عَلَى الْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ }المطففين23 ، 24
أما عرش الرحمن والنبى ﷺيقول فيهم إن من أمتى رجال يغبطهم النبيون والشهداء لمكانتهم وقربهم عند الله
عز وجل يوم القيامة فقال أعرابى يا رسول الله صفهم لنا وفى رواية جلهم لنا قال ﷺ هم إناس من أمتى من قبائل شتى ومن بلدان شتى توادووا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فيما بينهم تحابوا فى الله فوالله إن وجوهم لنور وإنهم على منابر من نور قدام عرش الرحمن يوم القيامة يفزع الناس وهم آمنون ثم تلا قول الله عز وجل { أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } يونس62 ، 63،64
فهؤلاء الجماعة هم مع حضرة رسول الله ويتابعوه { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } الكهف110 يتابعوه فى أحواله وأفعاله ﷺ وهناك جماعة أعلى من هؤلاء طلبهم رضا الله ويقول فيهم الله { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }الكهف110
يلقاه مولاه ويجعله فى رحابه جل فى علاه يستحضر مع كل عمل يعمله الإخلاص فيه لله هذا العمل يزنه بميزان الإخلاص لا يكون فيه ذرة لغير االله لا رياء ولا شهرة ولا طلب لمحمده ولا خوفاص ولا يرجوا إلا رضاء الله ومتابعة حبيب الله ومصطفاه هؤلاء الجماعة يقول الله فى شأنهم
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }القيامة22 ،23 ويكونوا فى نعيم النظر إلى وجه الله لا يستطيع أن يصفه الواصفون لأنه نعيم روحانى ونعم ربانى فوق النعيم الجنانى فى نعيم حمدانى فردانى يتجلى الله فيه عز وجل
على كمل الأفراد وعلى خاصة عباده وعلى أئمة أهل الرشاد والإرشاد لأنهم اتجهوا إلى الله ولم يلتفتوا نفسا على سواه عز وجل يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه ، يريدون وجه الله عز وجل فأنت تختار لنفسك إذا كنت تريد أن تكون من أهل الفردوس الأعلى تواظب على عمل الصالحات وتتيقن أن الإيمان من الله وأن العمل الصالح بتوفيق الله وأن دخول الجنة رحمة وفضلاً من الله
الإخلاص يجعلك مع حبيب الله ورسول
تريد أن تكون مع حبيب الله ومصطفاه وتجعل وقتك كله عبادة لله ، تجعل حبيب الله فى أفق قلبك وتتابعه فى حركة أو سكنة فتكون كلها عبادة لله فتحظى برؤياه وتفوز بلقياه وتكون معه يوم لقاء الله مع الذين أنعم الله عليهم من عباد الله الصالحين
تريد أن تكون من أهل مقام الرضوان الأعظم والتكريم الافخم والنور الذى يتلألأ ابد الابدين تجعل الإخلاص فى كل انفاسك لا تتنفس نفسا إلا وأن تزنه بميزان الإخلاص أنظر إلى هذا الرجل من الخواص وهو الإمام على كرم الله وجه عندما كان يبارز رجل من المشركين فتصارعا حتى وقع الفرسين صرعين فنزلا وتصارعا بالسيفين حتى كسر السيفين فتصارعا بالأيدى وحمله الإمام على ووضعهه على ظهره وركب فوقه واخرج الخنجر من جيبه وأرد أن يقطع رقبته ، فتفل الرجل فى وجهه الإمام على فقام الإمام على وتركهه فتعجب الرجل وقال له لما تركتنى بعد أن تمكنت منى قال الإمام على : كنت اقاتلك من اجل الله فلما تفلت فى وجهى خفت أن أقتلك إنتقاماً لنفسى فقال الرجل ، وهل تراقبوا الله فى هذه المواطن ، قال وفى أدق منها فقال الرجل
اشهد أن الا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
وهذه هى خواص عباد الله الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }الكهف110
وإذا كان وقته كله عبادة فتكون حياته كلها لله فيدخل فى قول رسول الله ﷺ( قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
***********************
منازل الجنان كفر الشيخ 22/7/1999 الأستاذ فوزي محمد أبوزيد