• Sunrise At: 6:05 AM
  • Sunset At: 6:03 PM

Sermon Details

16 نوفمبر 2021

نصر الله لنبيه وتسخير الأكوان

ABOUT SERMON:

شارك الموضوع لمن تحب

نصر الله لنبيه

مبعوث العناية الإلهية

مكانة الصحب المباركين

تبجيل أصحاب النبي

نصر الله لنبيه     نصرة الأنبياء لختام الأنبياء

أخلاق المسلمين في الحرب

النهي عن ترويع المسلمين

نصر الإسلام الآن

الانتصار على النفس

المجلس الخامس: نصر الله لنبيه[1]

بسم الله الرحمن الرحيم – الحمد لله الذى منَّ علينا فخلع علينا خِلع الرضوان، ووضع فى قلوبنا نور الهُدى والإيمان، ووفق أجسادنا للجلوس فى بيت الرحمن، وفتح آذان رؤوسنا وقلوبنا لسماع كلمات القرآن. اللهم صلِّ وسلِّمْ وباركْ على نور البيان الذى أنزلته فى القرآن، سيدنا محمد الناطق بالحق، المكسُوّ لسانه بكسوة الصدق، الذى كان قلبه دائماً مع مولاه يتلقى عنه عزوجل ما يريد أن يبلِّغه لخلق الله، وينطق لسانه بإذن الله فيبُث الأحاديث عن الله فى صدور عباد الله.

صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه، وكل من تابعه على هذا الهُدى والنور، واجمعنا عليهم واجعلنا منهم يا ربَّ العالمين فى الدنيا والآخرة أجمعين، آمين.

كان فى بيان الله عزوجل الذى استمعنا إليه الليلة شفاء، شفاءٌ للصدور ونورٌ للقلوب، وكلام الله عزوجل وصفه الذى نطق به، وتكلم به لنا، لنقبل عليه بقلوبنا وأرواحنا وكلِّنا – فقال لنا عزوجل فى شأنه:

}  يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ{ (57يونس)

ما الذى يُشفى الصدور من الوساوس التى تدور فيها، والهواجس المتغلغلة فيها، والأوهام التى تُربك الخلق؟ لا يوجد غير نور كلام الله جلَّ فى عُلاه.

مبعوث العناية الإلهية

فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعوث العناية الإلهية، وما دام ملك الملوك أرسله فلابد للوجود كلِّه – ظاهراُ وباطناً – أن يكون طوع أمره، كلُّ شيء ظاهرٌ أو باطنٌ، ساكن أو متحركٌ، لابد وأن يكون تحت أمر رسول العناية. من الذى قال بذلك؟ كتاب الله:

} وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ}   (64النساء).

إذا أشار للقمر ينشق إلى نصفين – ألم يحدث ذلك؟!!

أراد أن ينام من شدة العناء والتعب بعد صلاة العصر، ووضع رأسه على قدم الإمام علىٍّ واستغرق فى النوم، وعلىٌّ حياءً من حضرة النبى لم يذكر له أنه لم يصلِّ العصر، فاستيقظ حضرة النبىِّ والشمس أوشكت على المغيب، فقال صلوات ربى وتسليماته عليه :

{ اللَّهُمَّ إِنَّ عَلِيًّا كَانَ فِي طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ فَارْدُدْ عَلَيْهِ الشَّمْسَ ” قَالَتْ أَسْمَاءُبنت عميس : ” فَرَأَيْتُهَا غَرَبَتْ وَرَأَيْتُهَا طَلَعَتْ بَعْدَمَا غَرَبَتْ }[2]

فردَّ الله الشمس مرةً أخرى بعدما توارت – والناس أصبحوا يرونها خلف النخيل – إذا بها تسطع فى كبد ووسط السماء، لماذا؟ كل شيٍ فى الوجود رهن لإشارته وطوع أمره.

وفى الهجرة وأحد فرسان قريش قد لحق به فى الطريق هو والصدِّيق، وسيدنا أبوبكر ينظر فرآه فقال: إنه سُراقة يا رسول الله – وكان جباراً من جبابرة الأرض فى ذاك الوقت قبل أن يهديه الله للإيمان، ولا يوجد أحد يتفتَّت جبروته وينشق بالرحمة قلبه إلا من سطع فى قلبه نور الإيمان، لكن أى واحد .. وهناك قاعدة ثابتة من قبل القبل إلى بعد البعد، أى إنسان لم يسطع فى قلبه نور الإيمان، وإن تشدّق بالإنسانية، وإن تكلم بحقوق الإنسان، وإن تكلم بكرامة الإنسان، إلا أنه أشدُّ على الإنسان من الحيوانات المفترسة لو تمكن من أى إنسان!! ألا نرى هذا الكلام أمامنا؟ سرُّ قول النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: { لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إِلا مِنْ شَقِيٍّ }[3].

أى شقى من أين تأتيه الرحمة؟ وكيف تنتظر منه أن يرحمك؟

ونحن منتظرون من الكافرين والجاحدين أن يرحمونا!! وكيف يرحمونا؟!! ومن أين تأتيهم الرحمة؟!! فالرحمة من الإيمان؛ من الرحمن الرحيم، أو من الرءوف الرحيم الذى جعله الله عزوجل موزِّع الرحمة على المؤمنين وعلى المؤمنين فقط لكن لا يوجد أحدٌ من الآخرين له نصيبٌ فى رحمة الله، أو نصيبٌ من الرحمة التى يوزعها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقال صلى الله عليه وسلم عندما اقترب الرجل من حضرته أن يا أرض خذيه وقيل أنها فعلت بلا طلب منه، فمَنْ يكلم؟!أو من تفعل! الأرض!! فانشقت وأمسكت بقدميه وأرجل فرسه الذى يركبه، فاستغاث بحضرة النَّبِىِّ وقال له: أعاهدك أننى أصُدّ عنك كل من يتبعك – يعنى يقول لهم: أنا جئت من هذا الطريق وأبحثوا عن طريقٍ آخر – وخلصنى من هذا الأمر الذى وقعت فيه. فأمر الأرض أن تدعه أو أنها استجابت له بلا طلب فتركته الأرض!! إذن بمن تأتمر الأرض؟ بالنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم.

مكانة الصحب المباركين

حضرة النبى صلى الله عليه وسلم أراد أن يبين مكانة بعض الصَحْب المباركين، ويُبين عُلو منزلتهم عند سائر المسلمين، لأن المنازل تبيَّنُ حتى نوقر الكبير، ونرحم الصغير ونعرف لصاحب المقام حقه، وهذا هو الأدب الذى أمرنا به الله، وبيَّنه رسول الله – فكان جالساً مع أصحابه وأمسك بحفنة من الحصى ـ الزلط الصغيرـ فالكل سمع الحصى وهو يُسبِّح بألسنة فُصحى عربية فى يد حضرة النبى، والكل سمع!! وليس التسبيح يعنى همهمة أو زمزمة؟ ولكن بلسانٍ عربىٍ فصيح، سبَّح الحصى فى يد النَّبِىِّ، ووضعه فى يد أبى بكر، والكل أيضاً سمع الحصى وهو يُسبِّح، ثم وضعه فى يد عمر والكل سمع الحصى وهو يسبح، ووضعه فى يد عثمان وأيضاً الكل سمع الحصى وهو يُسبِّح[4]، ويروى أيضاً أنه وضعه فى يد علىّ والكل سمعه وهو يُسبِّح. وبعد ذلك وضعه فى يد غيرهم، فسكت الحصى ولم يُسبّحْ!!

فكأن هؤلاء فيهم سرٌّ خصوصى استمدوه من حضرة النبىِّ بلغوا به مرتبة فى الولاية لم يبلغها أحد عداهم. بهذا السرّ كان الواحد منهم لو أمسك بالحصى يُسبّح!! ولا يسبح فقط، ولكن الواحد منهم كان يتكلم مع الكائنات كما كانت تتكلم مع سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان واقفاً على جبل أُحد، وأحد طار من الفرحة لأن الذي يقف عليه حضرة النبى ومعه سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر وسيدنا عثمان، ومن شدة فرح الجبل ـ وهو جبل ولكن حضرة النبى قال فى هذا الجبل: {أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ}[5] ـ وهل الجبل يُحبُّ؟ النبىُّ صلى الله عليه وسلم قال ذلك: {أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ} ـ فالجبل من شدة حبِّه وطربه وسروره بوقوف الحبيب وصحبه عليه اهتزّ، كمن يرقص من شدة الفرح، فرحان!! فقال له صلى الله عليه وسلم: {اثْبُتْ أُحُدُ، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ نَبِيٌّ وَصِدِّيقٌ وَشَهِيدَان}[6]

فسكت الجبل على الفور، حضرة النبى يقول له: أُثبت، ومعناها: أي لا تتحرّك.

فكل شيء فى الوجود بأمر الله، لكن الله أذن لهم أن يتحركوا بإذن حبيبه ومصطفاه، حتى لا يحيك فى صدر أحدٍ من الحاضرين شيءٌ ويقول أن هذا الكلام لله ـ فإن كل شيءٍ يتحرك بأمر الله وهو كذلك، لكن هنا كل شيٍ يتحرك بإذنٍ مِنْ الله لِمَنْ؟ لحبيب الله ومصطفاه، فلم نتجاوز قدرنا، لأن من الذى أذن؟ الله ـ ومادام قد أذن الله، فكل شيء يكون من الله وبالله ولله جلَّ فى عُلاه.

فسيدنا عمر وفى مدة خلافته – حتى تعرفوا السرَّ الذى أعطاه لهم رسول الله:

حدث زلزال فى عصره فى المدينة، وكان يمسك معه دائماً الدُّرّة؛ وهى عصا صغيرة، وكان يمسكها للهيبة وهى لا تؤدب، والذى يؤدب هو السوط، ولكنها كانت للهيبة ليخيف بها الناس – فعندما حدث الزلزال ضرب الأرض بالدُّرَّة وقال لها: (قِرّى واسكنى، فإني أعدل على ظهرك)!!

وهل يضرب الأرض أحدٌ؟ أو يعطيها أمر؟ القوم الذين يقول ربنا فيهم: ﴿  لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ   ﴾ (34الزمر). فهؤلاء نالوا سرًّا من حضرة النبى صلى الله عليه وسلم، ولذلك كانوا مبجلين بين أصحابه، ….. وكانوا مكرّمين من أيام حضرة النبى وإلى يومنا هذا وإلى يوم الدين.

 

تبجيل أصحاب النبي

وكل من يحاول أن ينتقص هؤلاء الثُلة المباركة فنحن جميعاً نعلن عليه العداوة – إلا أصحاب رسول الله الأكابر هؤلاء، إياك أن تقترب منهم بشَّر أو تسيء إليهم. الجماعة الشيعة مسلمين ومؤمنين بالله وبنبيّنا صلى الله عليه وسلم، ويقرأون كتاب الله، ولكن المشكلة بيننا وبينهم أننا نقول لهم: إياكم أن تسبُّوا أبا بكر أو عمر كما يفعل بعضكم الآن، فإذا فعلتم ذلك فهذا فراقٌ بيننا وبينكم إلى يوم القيامة، لأن هؤلاء هم أصحاب رسول الله، فإذا امتنعتم عن سبِّ أبى بكر وعائشة وغيرهم فنكون أخوةً ونكون أصحاباً، لكن هل ينفع أن أصاحب أحداً يسُبُّ الصدِّيق الذى ذكره الله مع الحبيب فى الآية؟!! وكم مرة ذكره الله فى هذه الآية؟ خمس مرات!!! ذكره الله فى آية واحدة:

} ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ{ (40التوبة)

كم مرة ذكره مع رسول الله وأدخله معه فى الضمير؟

خمس مرات، فهل ينفع أحدٌ من حثالة الأمة – أو يظن فى نفسه أنه من كبار الأمة – يعتدى على كرامة الصديق، ويتآلى على الصديق!! ويتكلم فيه بما لا يليق؟ هل نقبل هذا الكلام؟ لا.

فهؤلاء الصحابة الكرام الذين لهم خصوصية من حضرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كان لهم نفس الأمر. فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كل شيء فى الوجود – عُلواً وسُفلاً – طوع أمره، فلا شيءٌ يتخلف عنه أبداً.

وقت الحرب وأحدهم يحارب، يأتيه ويقول له: يا رسول الله كُسر سيفي، فماذا أفعل؟ ولا يوجد إحتياطي فى الجيش!! يمسك بعصا ويقول له: خذ حارب بهذه، فيأخذ الرجل العصا فيجدها سيفاً مسلولاً[7]، ما هذا؟ هذا هو العجب العجاب الذى أجراه ربُّنا للنَّبِىِّ الكريم وفتح له كل الأبواب.

نصر الله لنبيه

وقال لنا وللمعاصرين لنبيِّنا، ولمن كان قبلنا ولمن يأتى بعدنا: إياكم أن يفكِّر أحدٌ ـ مهما عمل، ومهما قدّم للنَّبِىِّ وللإسلام أنه يعمل شيئاً لله إلا بتوفيق من الله، ومعونة من الله جلَّ فى عُلاه. ومادام بتوفيق من الله فلن يزهو بنفسه، ولا يدَّل على غيره، ولا يفتخر فيرى فى نفسه شيئاً. يكفيه أن الله شرَّفه وكرَّمه بخدمة شريعة الله، ويكفيه أن الله عزوجل أجرى على لسانه كلمات الله وأعطاه صوتاً طيباً يطيِّبُ به الأسماع عند سماع كلام الله، أو أعطاه علماُ نافعاً لكى يجذب القلوب إلى رياض حضرة الله.

فيرى نفسه وتشريف الله له ولا يرى عمله، ولذلك ربنا يقول لنا:

}  إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ  { (40التوبة)

أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ناصروه بالسيوف وبالرماح وبالسهام وبالأموال وبالأنفس وبكل شيء، وهذه الآية ربُّنا لم يقل: إلا تنصروه فقد (ينصره) الله، ولكن النصَّ قبل خلق الخلق بصيغة الماضى، فمتى نصره الله؟!! نصره من البداية عندما خلق أرواح النبيين والمرسلين وجمعهم قبل خلق الزمان وإيجاد المكان، وأخذ عليهم الحُجّة والعهد والإصر والميثاق، وذكر فى القرآن: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ– ولم يقل: المرسلين، لأن الرسول يكون بعد تكليفه بتبليغ الخلق، وهذه هى الرسالة. لكن النبوة قبل الخلق، إجتباءٌ واختيارٌ من الحق – ﴿  لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ  ﴾ !

ما المواثيق والشروط التى أخذها عليهم؟ ﴿ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ﴾ (81آل عمران). لابد لهم كلهم أن يؤمنوا بسيدنا رسول الله والذى يأخذ العهد هو الله. ﴿ ثمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ فماذا تفعلون؟ تؤمنون بهذا الرسول، لأنه نبى الأنبياء ورسول المرسلين، ورسول الله إلى الخلق أجمعين – من أول آدم إلى يوم الدِّين. وما حال المرسلين؟ كل واحد اُرسل لأمته – لقومٍه، لكن الرسول الذى أُرسل للكل مَنْ هو؟ هو رسول الله: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ ﴾ (28سبأ). لجميع الناس كلهم السابقين والمعاصرين واللاحقين منذ أول إنسان من عهد آدم عليه السلام إلى يوم الدين.

نصرة الأنبياء لختام الأنبياء

وما العهد الثانى؟ ﴿ وَلَتَنْصُرُنَّهُ ﴾ (81آل عمران). وكيف ينصرونه وقد جاءوا قبل زمانه؟ نصرهم كان تبيان صفاته لأممهم، ووصف رسالته وشريعته لأقوامهم حتى أنهم من دقة تنفيذهم لأمر الله لم يكتفوا بوصف حضرة النبى، بل وصفوا النبى ومن معه، لأنهم يريدون تنفيذ الأمر بدقة بالغة:

} مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ  { (29الفتح)

أين هم؟ فى التوراة والإنجيل مذكورين بأوصافهم وبنعوتهم وبأحوالهم كلها، حتى أحوالهم التى ستظهر فى حياتهم.

عندما حاصر الجيش الإسلامى بيت المقدس وأرادوا أن يدخلوها، إجتمع الأحبار والرهبان وقالوا: لن نسلِّم البلد وبيت المقدس إلا لعمر بن الخطاب أمير المؤمنين، فأرسلوا له أن يتسلم البلد بدلاً من هذه الحروب التى بيننا وبينكم، وأنظر إلى خليفة المسلمين!! مشى ومعه جملٌ واحد، ومعه خادمٌ واحد، وليس معه حرس شرف ولا معه ـ بودى جارد ـ ليس معه غير رجلٍ واحد، وليس معه لا مباحث ولا غيره ولا غيره.

ومشى ومعه خادمه، فيركب مسافة والخادم يمشى، ويمشى هو مسافة والخادم يركب، هؤلاء القوم عندما تقرأ صفحاتهم اللامعة تجدهم كأنهم أنبياء فى أحوالهم وأفعالهم، ولا تظهر هذه الأحوال إلا من الأنبياء أو الذين علَّمهم سيد الرسل والأنبياء صلى الله عليه وسلم، ولذلك ورد فى الأثر: { عُلَمَاءُ أُمَّتِي كَأَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ }[8]، مثل الأنبياء فى أحوالهم وأفعالهم وأخلاقهم وكل ما يُنسب إليهم.

وعندما وصلوا إلى بيت المقدس، قبل المدينة بقليل الطريق كان فيه ماء، ومن يمشى لابد وأن يخوض فى المياه، وكان الدور فى المشى على أمير المؤمنين، فقال له الخادم: اركب أنت لأننا أوشكنا على الدخول على المدينة، ولا يجب أن يراك الناس وأنت تمشى وتخوض فى المياه، فيراك هؤلاء القوم وأنت فى هذه الحالة، فقال له: لا. فالجماعة الرهبان والقساوسة رأوا أمير المؤمنين وهو يسير ويسحب الجمل، والجمل يركب عليه الخادم، فقالوا: أين أمير المؤمنين؟ قالوا لهم: هو ذا، قالوا: ـ وهذا ما أردت أن أصل إليه ـ قالوا: هكذا وجدنا عندنا فى التوراة أنه يدخل بيت المقدس بهذه الطريقة.

وقد سُقت هذه الحكاية لكى أبيِّن أن الأنبياء السابقين جاءوا لينفذوا هذه المهمة بدقة، وليس حضرة النبى وحده، ولكن وأصحابه وحياتهم كلها أيضاً وصفوها فى كتبهم لأقوامهم. ولذلك ربنا يتكلم عن اليهود بالنسبة لحضرة النبى، فماذا قال؟

} يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ { (146البقرة)

يعرفون هذا الرسول كما يعرفون أولادهم، لماذا؟ للوصف الدقيق الذى سيدنا موسى وصف به حبيب الله، لأن هذا هو الميثاق الذى أخذه عليهم الله جلَّ فى عُلاه، ولما أخذ عليهم الميثاق لابد وأن ينفذوا بدقة تعاليم الله جلَّ فى عُلاه.

فأصحاب رسول الله عاونوه ونصروه وأعانوه وكان ربنا متولى لهم التربية والتهذيب، فمرة يقول لهم: ﴿ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ﴾ (14التوبة)، فيحثُهم على القتال. رأى جماعة منهم أنهم أبطال مغاوير، فقال لهم: لا، إنتبهوا وراجعوا أنفسكم:

 ﴿ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ﴾ (17الأنفال). وأنتم بدون قوة الله وتوفيق الله ومعونة الله ماذا تفعلون؟ لن تستطيعوا عمل شيئاً.

أخلاق المسلمين في الحرب

الجماعة المقاتلون الذين جهزّهم رسول الله ليقاتلوا معه كان يربِّيهم تربية إسلامية تامة، فيقول لهم: { انْطَلِقُوا بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ ، وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ ، تُقَاتِلُونَ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ ، أَبْعَثُكُمْ عَلَى أَنْ لا تَغُلُّوا ، وَلا تَجْبُنُوا ، وَلا تُمَثِّلوا ، وَلا تَقْتُلُوا وَلِيدًا ، وَلا تَحْرِقُوا كَنِيسَةً ، وَلا تَعْقِرُوا نَخْلا }[9] وفي رواية أخرى: { انْطَلِقُوا بِسْمِ اللَّهِ وفِي سَبِيلِ اللَّهِ ، تُقَاتِلُونَ أَعْدَاءَ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، لا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا ، ولا طِفْلا صَغِيرًا ، ولا امْرَأَةً ، ولا تَغِلُوا}[10] ـ ليس لكم علاقة بهؤلاء القوم، يعنى تقاتلوا من أعلن عليكم القتال مجاهراً. نحن رُسل سلام ولسنا رُسل حرب، ندعوا الناس إلى هدْى الله وإلى دين الله، فمن يستجيب فيا هناه، ومن يستجيب حتى بالقول الظاهر يكون قد دخل فى ذمة الله، يعنى حتى ولو واحد – يُنجى نفسه من الحرب فقال: (لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله)، انتهى الأمر، فلا مسلم يجرّمه، لأنه لو قتله لدخل فى الوعيد الشديد الذى جعله الله عزوجل لمن يقتل (أهل لا إله إلا الله).

من يقتل مؤمناً متعمداً فى كتاب الله، ربنا ماذا قال؟

} وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا { (93النساء)

يقول: إنه قال (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ولا يصلى؟ وما شأنك أنت؟ وهل كلَّفك الله بحساب الخلق؟!! يقول: قال: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) ولا يصوم؟ فما شأنك؟!! إن عليك إلا البلاغ!!، فتنبهه وتنذره وتحذره، ولكن لا تضربه، ولا تكفِّره، ولا تعتدى عليه، ولا تعامله معاملة الكافر والمشرك الذى امتنع عن الدخول فى دين الله عزوجل.

سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشاً وكان فيهم أسامة بن زيد، فسيدنا أسامة أثناء المعركة قاتل رجل من الكافرين وضيّق عليه الخناق، فقال الرجل: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فسيدنا أسامة مع نطقه بالشهادة قتله، فمن كان معه قالوا له: ما هذا الذى فعلته؟ قال: إنه كان خائفاً من السيف، فقالوا له: لكنه نطق بها، والنبى قال لنا:

{ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لا إِلَهَ إِلَا اللَّهُ ، فَمَنْ قَالَهَا فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ , وَنَفْسَهُ إِلا بِحَقِّهِ , وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ }[11]

ما دام قال: (لا إله إلا الله) فقد أصبح دمه فى عصمة المسلمين، وماله فى حماية المؤمنين، لا يُعتدى عليه من مسلم أيّاً  كان، ولا يعاون على قتله مسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: { مَنْ أَعَانَ عَلَى قَتْلِ مُسْلِمٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ ، لَقِيَ اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَكْتُوبٌ عَلَى جَبْهَتِهِ آيِسٌ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ }[12]

يقول أحدهم: لماذا تسكت عن فلان؟ – طُخُّه عيارين وتستريح منه – فيدخل معه بهذا القول جهنَّم!!!، أو يقول له: خذ هذا السلاح واقتله، فيكون شريكاً معه ويدخل معه!!، أو رسم له الخطة فيكون شريكاً معه:

{ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ }[13]

فذهب هؤلاء القوم إلى حضرة النبى وقالوا له: يا رسول الله حدث كذا وكذا، قال: يا أسامة: أقتلته بعد أن قال: لا إله إلا الله؟ قال: قُلْتُ : { يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلاحِ }، قال: {أَفَلا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ ، حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لا ؟ ؟!!} – وما شأنك وهذا الموضوع؟ هل فتحت القلب ورأيت ما فيه؟!! سيدنا أسامة يقول: مكث سيدنا رسول الله شهراً، كلما رآنى يقول: { يَا أُسَامَةُ ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ : لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ؟ }[14] ـ فيقول: حتى تمنيت الموت خوفاً من لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.

النهي عن ترويع المسلمين

ما هذا؟ إنه المنهاج الذى وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما بالنا بمن نسمع عنهم أنهم يقتلون كل يومٍ المسلمين فى كل وقتٍ وحين؟!!!، ونرى ماذا قال رسول الله عن هذا الزمن؟ – وكل شيٍ تكلم عنه!!، قال صلى الله عليه وسلم: { يَخْرُجُ قَوْمٌ فِي آخِرِ الزَّمَانِ ، أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ }، صغار فى السن، ولكن ما هى صفاتهم؟ ـ { سُفَهَاءُ الأَحْلامِ }، يعنى: العقول غير سليمة، حتى ولو معه دكتوراة ولكن العقل غير سليم، وفكرُه ظلمانى كلُّه، وليس فكراً نورانياً من كتاب الله، { أَحْدَاثُ الأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خير قَوْلِ الْبَرِيَّةِ ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ }، ليس من القلب،

{ يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ ، يتركون أَهْلَ الأَوْثَانِ , وَيَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلامِ}، أليس هذا ما يحدث؟!! { فَمَنْ لَقِيَهُمْ فَلْيَقْتُلْهُمْ ، فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}[15] – صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمن يعتدى على مسلم بالقتل أو بالترويع أو بغيره ما له وما للإسلام؟

كان أحد المسلمين نائماً فى المسجد وأحد أصحابه يمزح معه فأخذ حذاءه وأخفاه، فقام الرجل مفزوعاً وسأل: من أخذ حذائى – وهو منزعج؟!!، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:

{ لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا }[16]

ولا يكون المزاح فى هذه الأشياء، ولا يوجد مسلم يروّع مسلماً، وممنوع أن يشير إليه بحديدة فى يده، ويقصد بالحديدة أى الخنجر الآن:

{ مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ ، فَإِنَّ الْمَلائِكَةَ تَلْعَنُهُ حَتَّى يَدَعَهُ ، وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لأَبِيهِ وَأُمِّهِ }[17].

لا يصح لأنه أخوك: ﴿  إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ (10الحجرات).

فهذا خارج نطاق الإسلام، لأن جند الإسلام كانوا كما قال نبى الإسلام: (لا يقاتلون إلا من يبادئهم بالحرب ويعلن عليهم القتال) ـ ليس لهم علاقة لا بالنساء ولا بالصبيان ولا بالشيوخ ولا بأهل الكتاب، لأنهم فى ذمتنا ونحن مسئولون عنهم الآن فلهم ما لنا وعليهم ما علينا، كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم.

نصر الإسلام الآن

وكيف ننصر الإسلام الآن؟

 نحن حالياً يا أحباب الإسلام فى كرب، وما الكرب الذى يعيشه الإسلام الآن؟ أن صورته تشوهت حالياً، وأصبح العالم الآن يرى المسلمين على أنهم قتلة وإرهابيين ومروعين، أليس كذلك؟!! وأى مسلم يذهب لأى دولة من دول العالم يرون أنه هكذا!!، فشوهوا صورته.

دين السماحة، ودين الطمأنينة، ودين الرعاية، ودين الخُلق العظيم، شوهه صبيان المسلمين بالأفعال الصبيانية التى ارتكبوها فى شتّى بقاع الأرض!!

كيف ننصر الإسلام حالياً؟ نعود ثانيةً لما كنا فيه فنحيى الأخلاق الإسلامية؛ بالمودة والرحمة والشفقة، والعطف والحنان، ونحاول أننا نحيى القيم الإسلامية التى على وشك الإندثار، مثل: إحترام الكبير وتوقيره، والعطف على الصغير، والاهتمام بالضعفاء من الأنام الذين يرزقنا ربنا بهم، وحضرة النبى قال لنا فى شأنهم:

{ لَوْلا شُيُوخٌ رُكَّعٌ ، وَشَبَابٌ خُشَّعٌ ، وَأَطْفَالٌ رُضَّعٌ ، وَبَهَائِمُ رُتَّعٌ ، لَصَبَّ عَلَيْكُمُ الْعَذَابَ صَبًّا }[18]

. ما الذى يمنع العذاب؟ هؤلاء الذين نعيش معهم وماذا نفعل معهم؟ نحيى هذه القيم الإسلامية، ونحيى قيم الجوار القرآنى، ونحيى صلة الرحم التى وثقها خير البرية، ونجعل أسواقنا أسواقاً إسلامية فى التعاملات التجارية، وفى الألفاظ التى تخرج من الألسنة من المتعاملين.

وهل يوجد مسلم يسًب ويشتم؟ نسأل النبىصلى الله عليه وسلم ، فقال:

{ لَيْسَ الْمُسْلِمُ بِالطَّعَّانِ ، وَلا اللِّعَانِ ، وَلا الْفَاحِشِ ، وَلا الْبَذِيءِ }[19]

فَلِمَ يقف المسلم يسبُّ ويشتم ويلعن، ويحلف بالطلاق وهذا الكلام، لماذا؟!! يكون إيمانه فى أجازة فى هذه الفترة، وشغّال على حسب هواه، لكن الإيمان إذا كان موجوداً فى صدره يمنعه ويحجزه عما يخالف حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم. لو أننا نصرنا الإسلام فى أنفسنا بهذه الشاكلة فسينصرنا الله على كل من عادانا: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ  ﴾ (7محمد).

 

الانتصار على النفس

كيف ننصر الله فى أنفسنا؟!!

نرسّخ فى أنفسنا:

  • الذى جاءنا به القرآن.
  • والأخلاق التى كان عليها النبى العدنان.
  • والصفات الكريمة التى ذكرها الله لعباد الرحمن فى القرآن.

إذا مشينا على هذا النهج يا أحباب:

  • فسينظر الناس إلى المسلمين، ويعرفون أن هذا هو الصدق واليقين.
  • وإن الحسالات التى تظهر ـ وإن انتسبت إلى الإسلام إلا أنهم على غير صحيحٍ من هذا الدين ـ لأن القاعدة العامة يرونها، ويرون معاملاتهم وآدابهم وأخلاقهم.

 

نسأل الله عزوجل :

أن ينصرنا على أنفسنا نصراً عزيزاً …

وأن يخلقنا بآداب وأخلاق القرآن، وأن يؤدبنا بآداب النبى العدنان، وأن يُعلى بنا قيم الشرع فى كل زمانٍ ومكان، وأن يجعلنا من عباد الرحمن الذين ليس للشيطان عليهم سلطان، وأن يؤيدنا بالحق وأن يؤيد الحق بنا، وأن يُعلى كلمة الحق فى هذا الدين، وأن يقضى على الحسالة الذين أساؤوا إلى الإسلام والمسلمين، وأن يجعلهم عبرةً للخلق أجمعين، وأن يريح العباد من شرهم وكيدهم ومكرهم ودهائهم، وأن يجعل بغيهم عليهم، ويجعلهم يقضون على أنفسهم بأنفسهم، ويظل المسلمين سالمين غانمين آمنين مطمئنين إلى يوم الدين.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

[1] المسجد العتيق بالرزيقات قبلي الأقصر 24 من محرم 1436هـ 16/11/2014م

[2] للطبراني والحاكم والبيهقي في الدلائل ، عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها.

[3] أبو داود والترمذي وأحمد وابن حبان والحاكم عن أبي هريرة رضى الله عنه.

[4] قال الحافظ أبو بكر البيهقي عن سويد بن يزيد السلمي قال: { سمعت أبا ذر يقول: لا أذكر عثمان إلا بخير بعد شيء رأيته كنت رجلا أتبع خلوات رسول الله، فرأيته يوما جالسا وحده فاغتنمت خلوته فجئت حتى جلست إليه فجاء أبو بكر فسلم عليه، ثم جلس عن يمين رسول الله، ثم جاء عمر فسلم وجلس عن يمين أبي بكر، ثم جاء عثمان فسلم ثم جلس عن يمين عمر وبين يدي رسول الله سبع حصيات- أو قال: تسع حصيات- فأخذهن في كفه فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن، ثم أخذهن فوضعهن في كف أبي بكر فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبحن حتى سمعت لهن حنينا كحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذه خلافة النبوة }.

[5] رواه مسلم والبيهقي في سننه الكبرى عن منذر بن سعد.

[6] رواه البخاري عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

[7] روى ابن سعد عن زيد بن أسلم ويزيد بن رومان وغيرهما والبيهقي عن ابن اسحاق: (أن عكاشة بن محصن انقطع سيفه في يوم بدر فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم جذلا من شجرة فصار في يده سيفا صارماً صافي الحديد شديد المتن، فقاتل بها حتى فتح الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لم يزل عنده يشهد به المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل في الردة وهو عنده وكان ذلك يسمى القوي).

[8] ذكر هذا الأثر وتداول كحديث فى مصادر عديدة، ولكن كتب تخريج الحديث لم تورده، وفى كشف الخفاء قال السيوطي في الدرر لا أصل له، وقال أبن حجر في المقاصد لا أصل له، وقبله الدميري والزركشي، وزاد بعضهم ولا يعرف في كتاب معتبر، وقد مضى في أكرموا حملة القرآن، كاد حملة القرآن أن يكون أنبياء إلا أنهم لا يوحى إليهم،

[9]مصنف عبدالرزاق عن ابن جريج..

[10] سنن أبو داود والبيهقي عن أنس بن مالك.

[11] في الصحيحين عن أبي هريرة

[12] رواه أحمد وابن ماجة عن أبي هريرة.

[13] سنن ابو داود وابن ماجة ومسند الشهاب عن عبدالرحمن بن صخر.

[14] صحيح البخارى ومسلم عن أسامة بن زيد.

[15]صحيح البخارى ومسلم عن علي بن أبي طالب.

[16] الطبرانى في الأوسط عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ

[17] رواه مسلم والترمذي عن عبدالرحمن بن صخر.

[18] أبو يعلى عن أبي هريرة رضي الله عنه

[19] معجم ابن الأعرابى عن عبدالله ورواه البخاري في الأدب وأحمد وإبن حبان والحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:  ( ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء).

[1] المسجد العتيق بالرزيقات قبلي الأقصر 24 من محرم 1436هـ 16/11/2014م

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid