فهناك دعاء وارد في كتاب الله، وهو دعاء سيدنا زكريا: ﴿رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾[89الأنبياء]. والصالحون يضيفون قبل تلاوة الآية اسم من أسماء الله عزَّ وجلَّ الحسنى وهو (الوارث) ومعه حرف المناداة، فيقولون: يا وارث ﴿رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ﴾.
إذا كرر الإنسان هذه الآية، ومعها هذا الاسم المقدَّس، وتبتَّل إلى الله، وتضرَّع إلى الله، وأدام على ذلك – إن شاء الله وخاصة بعد صلاة الفجر – فإن الله عزَّ وجلَّ يستجيب له كما استجاب لزكريا ووهبه يحيى إن شاء الله رب العالمين.
وهناك التوسل بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الإنسان إذا توسل بالنبيِّ صلى الله عليهوسلم في أي أمر يقضيه الله. الإمام أبو عيسى الترمذي صاحب جامع الترمذي رحمة الله عليه يقول: (رأيت ربَّ العزة عزَّ وجلَّ في المنام، فقلت: يا ربِّ إني أخشى من عذاب يوم القيامة، فماذا أفعل؟ فقال ربُّ العزة: قُلْ بعد صلاة الفجر كلَّ يوم: اللهم بحق الحسن وأخيه، وأمه وأبيه، وجده وبنيه فرِّجْ عنا ما نحن فيه، إلهي لا نسألك رد القضاء بل نسألك اللطف فيه). دعاء تلقاه من الله شفاهاً، وهو مجرَّب الإجابة، فالإنسان عندما يدعوا به ويواظب عليه يستجيب الله عزَّ وجلَّ له فوراً لأنه خرج منه ورُدَّ إليه. سُئل الإمام أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه وأرضاه: هل يقبل الله الفاتحة منا إذا قرأناها؟ قال: كيف لا يقبلها وهي كلامه منه خرج وإليه يعود؟!!.
فهذا دعاء ورد من الله أعطاه وألهمه لعبد من عباد الله، فإذا استعان المرء أجابه الله، ولبَّاه الله جل في علاه، وأبواب الدعاء في هذا المجال لا تعدُّ ولا تحصى.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الحلقة الثانية عشر من برنامج أسئلة حائرة وأجوبة شافية لفتاوى فورية