• Sunrise At: 4:54 AM
  • Sunset At: 6:58 PM

Sermon Details

4 سبتمبر 2015

هل يجوز الصلاة على المتوفى فى مسجدين مختلفين؟

إقرأ الموضوع

شارك الموضوع لمن تحب

………………………………………………………………
السؤال: هل تجوز صلاة الجنازة على المتوفى مرتين في مسجدين مختلفين؟

——————-

الصلاة الثانية التي نسميها صلاة الغائب، فصلاة الجنازة على الميت مرتين، يعني مثلاً واحد توفى هنا وهو من قرية ونصلي عليه هنا، ونذهب لأهله في القرية فيصلون عليه مرةً ثانية فليس فيها شئٌ، والدليل:

أن سيدنا رسول الله صلَّى على شهداء أُحد، فوضعوا سيدنا حمزة عمَّه ومعه مجموعة من الشهداء ويصلون عليهم وسيدنا الحمزة معهم، ثم يأتون بمجموعة أخرى معه ويصلون عليهم وهو كما هو في مكانه، فصلَّى على سيدنا الحمزة مع جميع الشهداء وتكررت هذه الصلاة مراراً من رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم.

إذا أردتُ أن أُصلي عليه صلاة الغائب فسيدنا رسول الله فعل ذلك: (كانت هناك امرأة تخدم المسجد، فغابت فسأل عنها، فقالوا: لقد ماتت ودفناها، فقال صلى الله عليه وسلَّم: (ولم لم تؤذنوني؟) – أى لماذا لم تعرفوني؟ – دلوني على قبرها، فذهب هناك ووقف عند قبرها وصلَّى عليها)[1]. وهي ما نسميها صلاة الغائب.

يعني مثلاً: لو مات أحدٌ في السعودية ونعرفه ويعرفنا وهو له حقٌ علينا ويصلون عليه هناك، فما المانع من أن نصلي عليه هنا أيضاً صلاة الغائب؟، وهذا لا مانع فيه أبداً وأقرتها الشريعة الإسلامية وفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم بذاته.

ورسول الله صلى الله عليه وسلَّم عندما انتقل إلى الرفيق الأعلى وضعوه في الروضة التي فيها الآن، ولا يصلح لأحدٍ من المسلمين أن يؤم المسلمين في وجود حضرته، فكيف يصلون عليه؟!!، صلوا عليه جماعاتٍ جماعات، تدخل جماعة فيصلون عليه ثم يخرجون، ثم تدخل الأخرى فيصلون عليه ثم يخرجون، فصلوا على رسول الله بهذه الكيفية، لأنه لا يجوز إماماً في وجود الإمام الأعظم صلَّى الله عليه وسلَّم.

فالميت نصلي عليه هنا، ونصلي عليه في البلد فلا شئ فيها أبداً ولا مانع من ذلك، فنصلي عليه هنا ونصلي عليه في المقابر لو وُجد مسجدٌ هناك فلا مانع أبداً من ذلك. فلا يوجد مانعٍ في شرع الله من تكرار الجنازة أبداً.

فلو صلينا عليه هنا في المسجد، وحضر جماعة أخرى ويريدون أن يصلوا عليه لينالوا الثواب فلا مانع أن نفسح لهم المجال ليصلوا عليه، فلا مانع من هذا أبداً، وكل ذلك واسعٌ في شرع الله عزَّ وجلَّ.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم

***************

[1] رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: )أن امرأة سوداءَ كانت تقم المسجد ـأي تنظف المسجد ـ فماتت ففقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأل عنها بعد أيام فقيل له إنها ماتت فقال عليه الصلاة والسلام فهلا آذنتموني فأتى قبرها فصلَّى عليها).

………………………………………………………………

                 الحلقة (3) فتاوى الحج – مسجد النور – حدائق المعادى – القاهرة    الجمعة 4/9/2015 الموافق 20ذي القعدة 1436 هـ

Fawzyabuzeid - Copyright 2023. Designed by Fawzyabuzeid