سؤال: اللحوم البلدية في بلدنا غالية جداً، وأنا عندي مطعم مشهور للمشويات، وقد زادت التكاليف والأعباء في هذه الأيام ولم يُصبح الدخل يكفي العمال وغير ذلك من التكاليف الكثيرة، فهل يصح أن أستخدم اللحوم المستوردة الرخيصة وأخلطها مع اللحم البلدي ليستمر المحل في عمله – علماً بأن أكثر المحلات تفعل ذلك؟
=======================
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم التجار الأخيار إذا كان في بضاعتهم عَيْبٌ أن يُظهروا هذا العَيْبَ، وعندما ذهب صلى الله عليه وسلم إلى السوق ووجد طعاماً ظاهره يابس فوضع يده فيه فوجد أسفله مبلول، فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء، قال صلى الله عليهوسلم: {أَفَلا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ} (صحيح مسلم وسنن الترمذي والمستدرك عن أبي هريرة).
فأمرنا أن نبيِّن العيب. فأي تاجر في أي مهنة، أو أي حرفة، عليه أن يبيِّن العيب الذي يوجد في صنعة يبيعها، أو تجارة يتاجر فيه للمشترين حتى يكون الربح حلالاً، ويدخل في قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ، وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ} (سنن الترمذي والدارمي عن أبي سعيد).
وكذا صاحب الطعام عليه أن يُعرِّف زبائنه مما يصنع هذا الطعام، ومما يتكون هذا الإدام، إن كان لحماً مستورداً أعلمهم أن هذا لحم مستورد، إذا كان لحماً بلدياً أخبرهم أن هذا لحم طازج، ويصنع هذا بمفرده، وهذا بمفرده، ويضع لهذا سعراً يناسبه، ولهذا سعراً يناسبه، ويُخير المشترين، فنجد قوماً يشترون الطازج لسعتهم المادية، وقوم يشترون المجمد لضيق ذات اليد، وبهذا يكسب محله وينال رضاء الله عزَّ وجلَّ . أما أن يخلط هذا بذاك دون أن يعلم المشترين أو الآكلين فهذا غشٌّ نَهَى عنه سيِّد الأنبياء والمرسلين، وقال في شأنه صلى الله عليه وسلم: {مَنْ غَشَّنَا، فَلَيْسَ مِنَّا} (صحيح مسلم وسنن الترمذي وأبي داود عن أبي هريرة).
وهذا مثله مثل من يخلط في أي بضاعة فيها صنفين، صنف جيد وصنف رديء، فيخلط الجيد بالرديء ويبيعه على أنه كله جيد، وهذا غشٌّ نهى عنه النبيُّ الحبيب المصطفي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.