*******************

بسم الله الرحمن الرحيم

  بين الإنسان والشيطان حروب والذى يعاون الشيطان فى ضرب الإنسان النفس الأمارة

بالسوء  { إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ }يوسف53  والله عز وجل أعطانى المنهج الذى أستطيع أن أتغلب به على النفس والشيطان ، الإيمان لا تخشى عليه الحمد الله الإيمان حفظه الله

الذى يحدث هما إما يتدخلا عندما يهم المرء بعمل الخير فيمنعوه منه ، وإما لا يستطيع أن يمنعوه عن العمل يتدخلا عند النية لأن الأعمال بالنيات ، يجعلوا نية العمل ليس فيها إخلاص كأن يكون فيه شئ من الرياء أو به شئ من الأعجاب قال ربنا  { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء } البينة5

            فالأساس كله فى الإخلاص ، حتى إذا لم يستطيعون فى ساعة النية يحاولوا أن يلبسوا عليه فى ساعة العمل ، أثناء الصلاة يظهروا لى الأفلام ، والمباريات ، والأحداث الدنيوية إذ لم يستطيعوا قال ﷺ ( إن المرء ليعمل العمل بينه وبين الله فلا يزال الشيطان به حتى يحدث به ) ، حتى بعد أربعين سنة ويقول أنا عملت كذا وكذا فدخل فى الرياء فلا تترك النفس ولا الشيطان الإنسان إلا بعد أن يسافر من الدنيا إلى الرحمن عز وجل

حتى الناس الذين حفظهم الله والذى قال فيهم ربنا عز وجل { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ }الحجر42 أولهم سيدنا أبو بكر الصديق فكان يقول : لا أمن مكر الله ولو كانت إحدى قدمى فى الجنة الرسول ﷺ بشَره وبشَره بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر خائف من تدبير النفس ولذلك الناس عامله الشيطان الشماعة يعلقوا عليها كل المعاصى والأعمال الكريمة الشيطان ضمك عليه !!!

           ربنا لما تكلم عن الشيطان قال { إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً }النساء76 كان ، أنت معك أو  حواليك ناس كيدهم أكثر من الشيطان { إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ }يوسف28 ولذلك النبىﷺ (قال أعدى أعداءك نفسك التى بين جنبيك ) – الشيطان ساعة ما تستعيذ بالله ينهيه

مثال : عند حلول رمضان الشيطان يتصفد الناس الذين يفعلون المعاصى فى رمضان والشيطان مصفد ومسجون هذا من أين ؟ من النفس {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا }الشمس8  لو قال فجورها أو تقوها لكانت نفوس المؤمنين كلها ، لكنه قال :هذه موجودة ، وهذه موجودة  وأنت الذى عليك

{ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا }الشمس 9 ، 10

فالناس المبعدين وذوى المعاصى الشيطان فرغ منهم وبينه وبينهم هدنة طويلة ليتفرغ لحرب المؤمنين أين الحرب ؟ الحرب بداخلك لأن معك النفس التى تقوم بالتعاون مع الشيطان إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم فى العروق ، فالشيطان يدخل عن طريق النفس ، لكن النفس لو سلمت لله ورضيت عن امر الله وعملت بشرع الله  فإن صاحب هذه النفس المطمئنة يثبته الله على العمل الصالح وعن الرضا عن الله وعن الدين واليقين
{ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ }الحجر42 فيكون من أهل ولاية الله يعنى ربنا تولاه ويعامله باللائحة الإلهية

ربنا فى الكون منفذ اللائحة الربوبية ، واللائحة الألوهية ، واللائحة الربوبية ينفذها على كل الخلائق الكافر والجاحد والجن والحيوانات والطيور ، أنت وأنا لكم اللائحة الألوهية

أنتم لكم عندى أرزاق ربانية ولطائف خفية لا يطلع ، ولا يراها إلا أهل النفوس الزكية ، والله يرزق من يشاء بغير حساب ، أنت مشمول فى كل طلباتك بالملائمة الربانية ويزيد عليها اللائحة الإلهية خصوصية يعطيك علم وكما كان أصحاب رسول الله ﷺ كانوا علماء فقهاء حكماء كادوا من فقهم أن يكون أنبياء

فالوحى للأنبياء والإلهام للأولياء والصالحين من عباد الله عز وجل أعطاهم ربنا مدد الإلهام إذا قرأت كلمة عن أصحاب رسول الله تملأ كثيراً من الكتب شروحاً { يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }البقرة 269

أعطاهم الحكمة لديهم الإلهام لديهم النور الذى يخبر به الأمور بدون حيرة ، الحيرة عند الكافر فى ظلمات  أما المؤمن فيقول ربنا فيه  { وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ }الأنعام122 نور ربانى فى القلوب فالمؤمن معه كشاف ساعات يضعف الكشاف وسعات يسوده بالذنوب ، النور داخلى لحين يجلى الصدأ الذى على قلبه

لذلك كان ربنا مع أصحاب رسول الله ﷺ فى حركاتهم وسكاناتهم النبى ارسل واحد منهم ليفتح البحرين اسمه العلاء بن الحضرمى رضى الله عنه ومعه كتيبة وهو القائد ، سيدنا بو هريرة يقول شاهدت فى العلاء ثلاثة أشياء لا تكون إلا بالأنبياء ، ما هم ؟

فى الأولى : عندما وصلنا إلى شاطئ البحر عند الدمام والبحرين بينها وبين الدمام حوالى خمسون كيلو مترا من الخليج العربى عندما وصلنا الشاطئ جمع العدو السفن واحرقها واعتصم بالجزيرة كيف الذهاب ؟ معنا الجمال والجمال لا تجيد السابحة فقال العلاء : قولوا يا حفيظ يا سلام يا وافى يا كاف يا الله وألقوا بأنفسكم فى الماء ، وهم عندهم يقين بدون مجادلة الدين بالشرع  { وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }البقرة285

لما قالوا هكذا قال تعالى  { لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا  }البقرة286

المجادلة لا تفيد أنت نفسك عقلك أين ؟ لو اصبح الواحد فينا وربنا فك جزء من جزئيات عقله الكل سيبعد عنه ربنا حفظ العقل ، نحن نعمل ولا نعرف مكان العقل وهو يعمل أين الذاكرة أن المواقف عندما أرى واحد فى الحال افتكر هذا الرجل أمور يعجز عنها الإنسان لكن يسلمها لقدرة الرحمن عز وجل

            أين القلب ؟  اين الحب ؟ أين الكره ؟ لا يعلمه إلا الله علمها عند الله إننى حى بالروح ، أين الروح ؟ إذن الكلام الموجود فى القرآن عليك أن تسلم وتعمل به ، وتقول سمعنا وأطعنا ، فأكون مما سلم لأمر الله فكذلك كان اصحاب رسول الله ﷺ والذى يأمر به حضرة رسول الله ونسمعه نقول سمعنا واطعنا .

قال أبو هريرة : فمشينا بأبلنا على الماء ولم تبتل أخفاف الأبل ، أين الماء ؟ الماء تجمد واصبح ثلجاً وعندما رآنا الأعداء قالوا : إنهم ليس بشراً إما جن وإما ملائكة ، فسلم الأعداء وهذه أول آية للعلاء بن الحضرمى

الآية الثانية : ونحن عائدون نفذ الماء فذهبنا إليه وقلنا له : لم يعد معنا قطرة من ماء قال ، ولما لم تعلمونى ؟
{ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً }الطلاق2 أى يرفع السماعة ويقول ، يا رب

          تأتى إليه الملائكة فوراً بأمر من الله لأن الله تولاه بولايته ومعد اللائحة الإهية ومعه الموبايل مع حضرة المعبود عز وجل وملك الملوك عز وجل يقول يقول فيه سيدنا جعفر الصادق رضى الله عنه ما احتجت إلى شئ إلا وقلت يا رب عبد جعفر يحتاج إلى كذا فما استتم كلامى حى اجد هذا الشئ بجوارى .

فقال أبو العلاء بن الحضرمى انتظروا سادخل الكبينة واتصل ( الكبينة فى عصرنا اليوم ) ، الكبينة هى أن يصلى ركعتين وصلى ركعتين وإذا بالوادى يمتلأ ماء سيدنا ابو هريرة كان صحفى ناصح يريد أدلة يقينية ، فيقول شربت وملأنا الأوانى وسقينا ما معنا من الأبل والخيول وسرنا وملأ دلو ماء وتركه ، فقطعنا مرحلة وقلت لهم نسيت الدلوا فأنتظروا حتى أرجع إليكم فوجدت الدلو مملوءا كما هو وليس بالوادى قطرة ماء واحدة فعلمت أن هذه إغاثة أرسلها الله ببركة العلاء الحضرمى

الآية الثالثة : سرنا مرحلة ثانية ومات العلاء الحضرمى فدفناه وسرنا مسافة طويلة فأرد الله عز وجل أن يبين لهم مكانته فسمعنا صوتا يقول ، أين دفنتم صاحبكم ؟ فقلنا فى مكان كذا فرد الصوت يقول ، هذا المكان مأسدة أى مكان للأسود ولو تركتموه فى مكانه فإن السباع ستأكله ، إرجعوا واحملوه وادفنوه فى مكان آمن فرجعنا إلى مكان دفنه وحفرنا فلم نجد شيئا فعلمنا أن الله رفعه

فكل أصحاب رسول الله ﷺ كانوا على هذه الشاكلة سيدنا عقبة بن نافع عندما قام بفتح أفريقيا قالوا له المياه نفدت فقال لهم : لماذا لم تخبرونى ؟ وقام فصلى ركعتين ، وضرب الفرس برجله فى الأرض فنبعت عين ماء فى الحال ،

كانوا يريدون أن يبنوا بلد قرب تونس ليسكنوا فيها فأتوا على غابة مملوءة وحوش وأشجار برية ، فقام عقبة وركب فرسه وذهب إلى الغابة وقال يا سكان هذه الغابة إنا قد أخترنا هذا المكان لنبنى عليه مدينة لجند الإسلام فارجلوا وسأعطيكم مهلة ثلاثة أيام ، فإذا بالسباع والحيوانات تخرج وهى حاملة صغارها إستجابة لأمر عقبة بن نافع رضى الله عنه ، ربنا سبحانه وتعالى هو الذى سيثبته ويعطى له هذه البضاعة الإلهية يثبته على الاستقامة وهى طريق خير من ألف كرامة  .

فأفضل عطاء يعطيه الله للإنسان أن يثبته على طاعته وتقواه حتى يتوفاه ويلحقه بالصالحين يثبته على الطاعات بدون ملل ويرزقه الدوام على الطاعة لأن الله يحبه ، يثبته الله عز وجل عل اليقين فلا يشك ولا يرتاب ولا يزيغ فى أى أمر مهما تعرض للفتن والمحن وهناك محن تزلزل الإنسان وقد تجعله احيانا يتحرك فى صدره الوسواس .

اصحاب رسول الله ﷺ يقول فيهم ربنا  { الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }آل عمران173

عندما تأتى المحن والابتلاءات يقولوا : { هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }الأحزاب22  ثبت عنا المحن لا يثبت عند المحن إلا من أحبه ، فالمحن عطاء ولكنه لا ينزل فيه ويمدح إلا الذين ثبتهم الله وحفظهم الله عز وجل

تبنا إلى الله ورجعنا إلى الله وندما على ما فعلنا وعلى كل ما قلنا وعزمنا على أننا لا نعود إلى ذنب أبدا وبرأنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ووكل شئ يخالف دين الإسلام ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله

********************* 

الحرب بين الإنسان والشيطان                بنها 9/8/1999                   الأستاذ فوزي محمد أبوزيد