Sermon Details

وظائف النبى -سورة الأحزاب 48-45
وظائف النبى -سورة الأحزاب 48-45
{من وظائف النبوة في القرآن الكريم}
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ الله فَضْلا كَبِيرًا (47) وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ وَكَفَى بِالله وَكِيلا ﴾ (48) (الأحزاب).
بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي وفق وأعان، وقوانا على طاعته وأعاننا على شكره وحُسن عبادته، وجعلنا بفضله ومنته مرافقين وموافقين لخيرته من بريته.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صاحب كل كنوز الكرم والجود، والذي أعطاه مولاه تبارك وتعالى من عنده ومن لدنه عطاءً بغير حدود، والذي كان سخياً وكريماً مع جميع أهل أمته حتى من حادى منهم ولو قليلاً عن الطريق المستقيم، فقد كان بالكل رؤوف رحيم.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد الرؤوف الرحيم وآله وصحبه وكل من اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
واجعلنا بفضلك منهم ومعهم في الدنيا ويوم الدين يا أكرم الأكرمين.
الآيات التي عندنا هذه الليلة من سورة الأحزاب ربما يتذكر كثيرٌ من الأحباب الحاضرين أننا فسرناها كثيراً مراتٌ ومرات في أماكن مختلفات، ولكن من فضل الله كل مكانٍ له عطاؤه، وكل حضورٍ لهم رزقهم من الله عز وجل.
ولذلك يأتي هذا غير هذا غير هذا، وكله من فضل الله تبارك وتعالى:
كل الذي أنا فيه فضــــــــــل محمدٍ منه بدا وإليه كان وصوليا
وأنا الظلوم أنا الجهول أنا الذي لولا عنايته هلكتُ بحاليــــــا
نبدأ الدرس اليوم بتوضيح ربما كثيرٌ من الحاضرين، بل الحاضرين أجمعين وغيرهم لم يسمعوه من قبل، فإن أنبياء الله تبارك وتعالى السابقين على أمير الأنبياء والمرسلين هو نبي وهو رسول لقومه الذين أرسل إليهم.
ليس هناك فارقٌ بين النبوة والرسالة إلا فارقٌ وحيد أن النبوة يتلقى فيها من الله، والرسالة يبلغ عباد الله الذين حوله ما تلقاه من الله، الإثنين مع بعضهما لقومٍ مخصوصين، إلا نبينا صلى الله عليه وسلَّم فله وظائف للنبوة وهي التي معنا اليوم، ووظائف للرسالة، وظائف الرسالة خصَّ بها أهل أمته منذ بعثته إلى يوم الدين، لأنه رسولنا نحن أجمعين.
ووظائف النبوة هي وظائفه للخلق أجمعين من آدم إلى يوم الدين، بما فيهم الأنبياء والمرسلين واممهم أجمعين.
ولذلك كانت الرسالة بدايتها في سن الأربعين عندما نزل عليه الوحي في غار حراء، والنبوة؟ قال صلى الله عليه وسلَّم:
(إني عند الله لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في طينته).
[العرباض بن سارية | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج صحيح ابن حبان].
فالنبوة منذ متى يا إخوانا؟ من قبل آدم، من قبل خلق هيكل آدم، وعندما سأله الصحابي العظيم ميسرة الضبي: يا رسول الله متى كنت نبياً؟ فقال صلى الله عليه وسلَّم:
(وآدم بين الروح والجسد).
وهل يوجد إنسان لا هو روح ولا هو جسد؟ الإنسان إما روحٌ فقط، أو جسد فقط، أو روحٌ في هذا الجسد، لكن ما بين الروح والجسد لا شيئ، يعني يريد أن يقول: ولا آدم بالإيقان، كنت نبياً قبل آدم ولا آدم بإيقان.
فنبوته صلى الله عليه وسلَّم ثابةً قبل خلق الخلق لمن؟ للنبيين وأممهم أجمعين، فما وظائف هذه النبوة؟ ها هي ربنا قد قالها لنا.
ولذلك هذه الآية كانت تكليفاً من رب العالمين لحبيبه صلى الله عليه وسلَّم قبل خلق جسد آدم من الطين:
﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ ﴾ (45الأحزاب).
ليس لأمتك فقط، ولكن لأمة الإجابة، فيه أمة الإجابة وفيه أمة الدعوة، فأمة الإجابة والاستجابة هم نحن، وأمة الدعوة وهي جميع أمم الأنبياء السابقين ونحن معهم، يعني من بدء البدء إلى يوم الدين.
فارسله كنبي لكل هؤلاء، ولذلك القرآن وأنتم تحفظون يثبت أن الله جمع أرواح الأنبياء، وأخذ عليهم العهد والميثاق لحضرته، أن يؤمنوا به ـ وهذا دليل على أنهم أتباع له ـ وبرسالته، وأن يأمروا أتباعهم أن من يحضر منهم زمانه أن يسلم برسالته ونبوته صلى الله عليه وسلَّم.
﴿ وَإِذْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ ـ ولم يقُل المرسلين، لأنهم كانوا لايزالون أرواح، ولم يكلفوا برسالة في عالم الأشباح ـ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ـ
ومن عظيم كلام الله وإشاراته أن الله لم يخاطبهم بلسان الإستقبال، ولكن بلسان الماضي ـ لما آتيتكم ـ يعني هم أخذوا النبوة قبل ذلك، وسيدنا عيسى لما تكلم في المهد ماذا قال؟
﴿ قَالَ إِنِّي عَبْدُ الله آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا ﴾ (30مريم).
فما هي النبوة التي كانت معه وهو لا يزال في المهد؟ هناك ـ أخذها من هناك، ولكنه يُعرِّف هؤلاء الجماعة بأن الله أعطاه الكتاب وأعطاه النبوة.
لكنه لم يكن قد كُلف بالرسالة لمن كان حوله، لأنه كان لا يزال صبياً في المهد، في المهد صبيا ـ فهم كانوا قد أوتوا الرسالات من قبل القبل ـ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ ـ ولم يقُل نبي، فهو وحده رسول المرسلين، وهو وحده المرسل لخلق الله أجمعين، وأمرهم الله سبحانه وتعالى على التعيين:
لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ ـ فكل رسول مكلف بماذا؟ بالإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
وَلَتَنْصُرُنَّهُ ـ كيف ينصروه؟ يبينوا أوصافه وصفاته لأممهم حتى يعرفوه، وإذا حضروا زمانه صلى الله عليه وسلَّم سلموا له وآمنوا به واتبعوه صلوات ربي وتسليماته عليه.
﴿ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي ـ أي عهدي ـ وهذا عهدٌ غليظ ـ قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا ـ وكشف لهم الجمال، وأماط اللثام ورفع الأستار، فرأوا الحبيب المختار، مجملاً بأنوار الواحد القهار سبحانه وتعالى ـ قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾
(81آل عمران).
فوظائف النبي في هذه الآيات ليست لنا نحن فقط، بل لكل الأنبياء والمرسلين وأممهم، كيف؟ سنرى:
﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا ﴾ (45الأحزاب).
على من يشهد؟ على جميع النبيين، وأممهم ـ أليس كذلك؟
﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا ﴾ (41النساء).
شهيد على جميع النبيين، وشهيد علينا كذلك:
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ـ وهذا تشريفٌ لنا، جعلنا الله في مقام النبيين في هذه الآية ـ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ (143البقرة).
فالرسول شهيد على الخلق أجمعين من آدم إلى يوم الدين، فهل هذه وظيفة نبوة؟ أم وظيفة رسالة؟ هذه وظيفة نبوة، لأن الرسالة كُلف بها منذ نزل الوحي عليه من سن الأربعين، إلى سن ستين سنة ميلادية، وثلاثة وستين سنة هجرية، فهذه مدة الرسالة.
لكن مدة النبوة من قبل القبل إلى بعد البعد، فيشهد على جميع الأنبياء والمرسلين السابقين، ويشهد على أمته من بعده إلى يوم الدين وهذا معنى، ولذلك قال صلى الله عليه وسلَّم:
(يأتي النبي يوم القيامة ومعه الرهط، والرهط يعني الجماعة، ويأتي النبي يوم القيامة معه النفر ـ يعني نفر قليل، فما آمن به إلا قليل ـ ويأتي النبي ومعه الواحد ـ فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ـ بيت واحد ـ فيسألهم الله تبارك وتعالى: ألم يبلغكم نبيي؟ فيأخذهم الجدال ويقولون: لا لم يبلغنا أحد، فيسأل الله النبي: ألم تبلغ رسالاتي؟ فيقول: بلى يا رب، يقول: ومن الذي يشهد لك؟ فيقول: أمة محمد صلى الله عليه وسلَّم:
﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ﴾ (6الأعراف).
الإثنين سيُسألوا، لا يوجد أحد لا يُسأل في السابقين ولا اللاحقين إلا الصادقين من أمة خير الخلق أجمعين:
﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ ﴾ (101الأنبياء).
ليس لهم شأن، لكن يشهدوا على الجماعة السابقين، قال صلى الله عليه وسلَّم:
فيُؤتى بالعدول من أمة محمد ـ ومن هم العدول يا أحباب؟ الرجال الذين يقول فيهم الله:
﴿ فَسَوْفَ يَأْتِي الله بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ـ إلى أن قال:
﴿ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ الله وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ﴾ (54المائدة).
هؤلاء لا يعرفون شيئاً إلا الحق، لا يميلون عن الحق طرفة عينٍ ولا أقل، ولذلك سماهم عدول، حتى ولو كان إبنه، حتى ولو كانت إبنته، لا مجاملات هنا عندهم، يحقون الحق كما يحق الحق تبارك وتعالى، وهؤلاء رجال الأمة الصفة الكبار الرجال العظام.
فيسألهم الله تبارك وتعالى، فيقولون: بلغهم رسولهم، فيقول الله تعالى: كيف علمتم ذلك، فيقولون: وجدنا ذلك في كتابنا الذي أنزلته على نبينا، ثم يذكرون الآيات التي تتحدث عن هذا النبي وقومه أمام الملأ أجمعين).
[عبدالله بن عباس | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم].
والشهادات ستكون بعد أن إنتهينا، لأنا كما قال حضرة النبي صلى الله عليه وسلَّم:
(نحن الآخرون الأولون).
نحن آخر أناس في البعث في الدنيا في الخلق، لكن أول الناس في الحساب، فضلاً من الله تبارك وتعالى، بعد أن ننتهي من الحساب ونذهب إلى مواطننا في الجنة، ونجلس:
﴿ عَلَى الارَائِكِ يَنْظُرُونَ (23) تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ (24) يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (25) خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ (26) (المطففين).
يبدأ الحساب بعد ذلك للأمم الأخرى، لماذا؟ لأن الله سيحاسبنا بالفضل، ويحاسب الباقي بالعدل، ويحاسبنا تحت ستره وغطائه، ويحاسب الآخرين ويفضحهم على رءوس الأشهاد، وهذه ميزات كبيرة في آخر الآيات: وبشر المؤمنين، ولذلك لو عرفنا بعضها لسجدنا لله سجدة لا نقوم منها إلا يوم الدين، حتى نكون لله تبارك وتعالى من الشاكرين.
فيشهد على الأمم السابقة ويشهد علينا، ولذلك قال صلى الله عليه وسلَّم لنا:
(حياتي خير لكم، ومماتي خير لكم، تحدثون ويُحدث لكم، تُعرض عليَّ أعمالكم ـ وهذه رحمة ربنا أن عملنا يعرض أولاً على حضرة الرؤف الرحيم ـ فإن وجدت خيراً حمدت الله تبارك وتعالى على ذلك، وإن وجدت غير ذلك، إستغفرت الله تبارك وتعالى لكم).
[بكر بن عبدالله المزني | المحدث : الألباني].
أرأيتم الفضل العظيم لنا جماعة المؤمنين؟
فلذلك سيشهد علينا صلى الله عليه وسلَّم، وهذا معنى من المعاني.
ومعنى أعظم وأكرم وأعلى وهو أنه شاهداً لجمال الله، ولكمال الله، ولحضرة بهاء وضياء مولاه تبارك وتعالى، ليعلمنا لبعض الأوصاف التي تليق بحضرة الله، ولذلك فإن أمته هي الأمة الوحيدة التي لم تختلف في حضرة الله، فمن كان قبلنا منهم من كان يقول عن بشر أنه إبن الله، ومن يقول عن واحدة أنها زوجة الله، ألم يحدث هذا؟ لكن هل حدث هذا مع أمته؟ أبداً:
دع ما ادعته النصارى في نبيهمُ واحكم بما شئت فيه واحتكم
ماذا علمنا؟ بدلاً من أن أقول: أشهد أن محمداً رسول الله، نقول: نشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، هل يوجد أحدٌ في الأمة شطَّ في الألوهية؟ لا مستحيل، الكل على التنزيه الكامل الذي علمنا إياه خير البرية صلى الله عليه وسلَّم.
ولذلك يروي السيد محي الدين بن العربي رضي الله عنه في كتابه {شجرة الكون} أن الله سبحانه وتعالى قال لحبيبه في ليلة المعراج:
(يا محمد تعال أعرفك معنى عروجك إليَّ، أنت المرسل رحمةً للعالمين، فأُريك جنتي لترى ما أعددت فيها لأوليالي، وأُريك ناري لترى ما أعددت فيها لأعدائي، وأكشف لك عن جمالي، لتعلم أني منزهٌ في كمالي عن النظير، والوزير والمشير والضد والند، وأني لستُ محمولاً على شيئ، ولا مفتقراً إلى شيئ،
﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (11الشورى).
فرآه صلى الله عليه وسلَّم إلهاً واحداً فرداً صمداً ليس من شيئ ولا على شيئ ولا مفتقرٌ إلى شيئ:
﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ (11الشورى).
فكان صلى الله عليه وسلَّم شاهداً على الجميع، وشاهداً لجميع الكائنات التي خلقها الله ليصفها لنا بما أراه مولاه:
﴿ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ الله ﴾ (105النساء).
ما رأيته، ولذلك كان صلى الله عليه وسلَّم يقول وهو في الصلاة:
(إني لأرى من خلفي، كما أرى من في الأمام).
أرى مَن ورائي كما أرى مَن أمامي، فكان بعد الصلاة يوجه بعض أصحابه: أنت أخطأت في كذا، وكان يجب أن تفعل كذا، وأنت أخطأت في كذا، وكان يجب أن تفعل كذا، فيقولون: يا رسول الله كيف رأيتنا؟ وظهرك لنا؟ فيقول صلى الله عليه وسلَّم:
(إني أرى مَن خلفي، كما أرى مَن في الأمام).
[ أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان].
وإن كان طبعاً المعنى الأشمل والأعظم أنه يرى من خلفه إلى قبل القبل، ومن بعده إلى فريقٌ في الجنة وفريقٌ في السعير، فكيف حكى عن الأنبياء السابقين والمرسلين؟ وهل حضرهم؟ وهل كان يقرأ؟ أو هل قرأ تاريخهم؟ أبداً كما ربنا وضح:
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ ﴾ (1الفيل).
ألم تشاهد؟
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ. وهو الجسم، الخلق والتدبير ـ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ﴾ (45الفرقان).
﴿ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ﴾ (82يوسف) ـ إسأل القرية الفلانية وشاهد ما أحوالها؟ وما أخبارها؟
فكان يرى الأشياء بنور مولاه تبارك وتعالى في غيبته عن هواه ونفسه وحظه، ولذلك قال فيه الله:
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ (4) (النجم).
كل كلامه وحيٌ.
﴿ وَمُبَشِّرًا ـ للأولين والآخرين بالجنة والنعيم الذي أعده الله لهم، وبالنار والجحيم الذي جهزه الله للكافرين والعصاة والمذنبين ـ وَنَذِيرًا ﴾ (45الأحزاب).
ومبشراً لأهل الخصوصية بفضل الله، وإكرام الله والنظر إلى وجه الله، والعطايا الخاصة التي ذكرها الله في حنايا كتاب الله.
ونذيراً لأهل الحجاد من البعد عن الله، والحجب والقطع عن الوصل لحضرة الله ـ يعني ,,,, ألم تنتبهوا؟ يبشر أهل اليمين بالجنة، ويبشر أهل الإحسان بالنعيم المقيم عند الله تبارك وتعالى، لأنهم لا يريدون جنة، بل يريدون ما عند الله.
وينذر أهل الكفر والطغيان بالجحيم والمعاصي، وينذر المتلألئين في سيرهم وسلوكهم إلى الله بعذاب الحجاب، أو عذاب البعد من الله سبحانه وتعالى.
وهؤلاء القوم يرون أن لحظة في البعد عن الله أشد عليهم من دخول جهنم لألف عام، لأنهم ذاقوا القرب، فعندما يُحرم يعرف هذا الأمر، فهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
ثم ذكر الله تبارك وتعالى لنا فيصلاً آخر بين نبينا وباقي الأنبياء والمرسلين:
﴿ وَدَاعِيًا إِلَى الله بِإِذْنِهِ ﴾ (46الأحزاب).
بإذنه يعني بتيسيره سبحانه وتعالى، فلما ننظر إلى الأنبياء الله تعالى السابقين كانوا يدعون إلى الجنة، ويحذرون الناس من النار، ومن الوحيد الذي يدعو إلى الله؟ لا يوجد غير سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم:
﴿ وَدَاعِيًا إِلَى الله بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ (46الأحزاب).
﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ـ أنا وحدي ـ أَدْعُو إِلَى اللهِ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾ (108يوسف)
فماذا كان يدعو الرسل السابقين؟ كانوا يدعون إلى الجنة، كانوا يدعونهم للدخول إلى الجنة، وينجون من النار، ولما نزلت هذه الآيات على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إستمع الإمام علي وسيدنا معاذ بن جبل، وأرسلهما وكلفهما بالذهاب إلى اليمن للدعوة إلى الله، وقال لهما:
(يسرا ولا تُعسرا، وبشرا ولا تُنفرا).
[إبن حبان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه].
وهذه علامة الداعي إلى الله، لا يقنت الناس من الرحمة، ولا يؤمِّن الناس جانب الله، بالجناحين:
﴿ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ﴾ (90الأنبياء).
فيطير على جناح الرهبة والرغبة إلى المولى تبارك وتعالى.
فهو وحده صلى الله عليه وسلَّم الذي كلفه مولاه تبارك وتعالى بالدعوة إلى الله تبارك وتعالى، والدعوة هنا تشمل كل الأمم السابقة، وكل أعضاء أمته اللاحقين.
ولذلك إسمع معي لله:
﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الامِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالانْجِيلِ ومن هو؟ ـ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَر ﴾ (157الأعراف).
من الذي يأمرهم ومن الذي ينهاهم؟ سيدنا رسول الله، وماذا يكون هؤلاء؟ هؤلاء نواب عن حضرته:
الرســـــــــل من قبل الحبيب محمد نوابه وهو الحبيب الهـــــــــــــــــــــــادي
موسى وعيسى والخليل وغيرهم يرجون منه نظــــــــــــــــــــــــــــــــــرةً بوداد
رغبــــــــــــــــــــــــــــــــوا يكونوا أمة لمحمدٍ وبفضـــــــــــــــــــــــــله فازوا بكل مراد
وبمحكم القرآن عاهــدهم على أن يؤمنوا بســــــــــــــــــــــــراجه الوقاد
أليس هذا كلام الله المفسر يا إخوانا؟ وهذا تفسير كلام الله الذي ذكراه في بداية آية الميثاق مع أنبياء الله ورسل الله عليهم السلام وعلى نبينا صلى الله عليه وسلَّم أجمعين.
فهو وحده صلى الله عليه وسلَّم الداعي إلى الله، وأقام الله تبارك وتعالى ورثته مقامه، ولذلك قال صلى الله عليه وسلَّم عندما رأى الأنبياء في رحلة المعراج:
رأيت أخي موسى ـ رأيت أخي عيسى ـ رأيت أخي فلان، إخوة ـ وقال فيهم صلى الله عليه وسلَّم:
(النبيون إخوة، أبناء علات).
[البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه].
يعني أقارب وشجرة نسبٍ واحدة، وقال في نفر من بيننا:
(واشوقاه لإخواني الذين لما يأتوا بعد ـ نفس الدرجة ونفس المقام ـ فقال سيدنا عمر: ألسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: لا أنتم أصحابي ـ يعني هذا مقام كفاية عليكم ـ إخواني يأتون في آخر الزمان عمل الواحد ـ فيه رواية بخمسين، وفيه رواية بسبعين منكم ـ قال: منا أو منهم يا رسول الله؟ قال: منكم ـ أنتم تجدون على الحق أعواناً وهم لا يجدون).
ما الشاهد عندي في الحديث؟ أن هؤلاء إخوانه، يعني في مقام الأنبياء، وقال في الحديث الآخر:
(علماء أمتي كأنبياء بني أسرائيل).
[الجورقاني عن أبي هريرة رضي الله عنه].
ولم أنبياء بني إسرائيل؟ لأن أنبياء بني إسرائيل لم يُكلفوا بالرسالة، فلم يكن أحدٌ منهم مكلف برسالة خاصة به، ولكنهم جاءوا لينهضوا الناس لتنفيذ الرسالة التي جاء بها موسى، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام.
يجددوا رسالة سيدنا موسى، وهي نفس الحكاية فالعلماء ورثوا الأنبياء يعني يجددوا ما نزل به سيد الرسل والأنبياء صلوات ربي وتسليماته عليه.
(علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل).
[الجورقاني عن أبي هريرة رضي الله عنه].
﴿ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ (46الأحزاب).
لماذا لم يقُل ربنا: ومصباحاً منيرا؟ لأن المصباح يضيئ لنفسه فقط، ولا يمكن أخذ الضوء منه، لكن السراج المصباح الذي له فتيلة، وتستطيع أخذ شعله منه وتضيئ بها غيره.
فسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم كل الوجود عُلواً وسُفلاً كان يستنير بنور حضرته، ولذلك سماه الله سراجاً منيراً لأنه هو وحده الذي ينير ظلمات القلوب، ويجعلها في ضياءٍ وبهاءٍ ورقيٍّ وارتقاء، وهو وحده الذي ينير ظلمات المجتمعات، ويحولها إلى نور القرآن ونور إتباع النبي العدنان، ونور حضرة الرحمن سبحانه وتعالى.
أينما حلَّ ظهر ضوؤه، فهو الذي ينير الصدور، وينير القلوب وينير الأرواح وينير الأشباح بشريعة الكريم الفتاح سبحانه وتعالى، وينير البلاد إذا مشوا على هدي سيد العباد، وهو النور التام الذي يمحو به الله كل ظلام، وسراجاً منيرا، ولذلك يقول سيدي الإمام البوصيري رضي الله عنه وارضاه:
فإنك شمسٌ والأنبياء كواكب ـ أنت كالشمس والأنبياء كواكب، وكواكب نورها ليس من ذاتها، فمن أين يكون نورها؟ من نور الشمس.
وقال سيدي عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه:
أفلت شموس الأولين وشمسنا أبداً على فلك العلا لا تغربِ
لمن تغرب إلى آخر الزمان.
والإمام أبو العزائم قال لنا:
لا يغيب النور عن أهل اليقين كيف ذا والنور في الأفق المبين
نورتنا الشمس أصبح نورها مشرقاً في كل فردٍ في أمين
فهي التي تنير الأفراد الذين يذكرون جمال الحضرة المحمدية.
من يقُل غابت فذاك لحجبه كيف يخفى نور خير المرسلين
فنور رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ساطعٌ في القلوب، وساطعٌ في المجتمعات، وساطعٌ في كل الأماكن على إختلاف الأزمنة والجهات، لأنه نور الله سبحانه وتعالى:
﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ الله نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ (15المائدة).
آخر صفة من الصفات التي عندنا:
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ (47الأحزاب).
فلو جلسنا في مجلسنا هذا إلى الصباح، لا نستطيع أن نعد البشائر التي توالت من رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ببركته وبفضل الله علينا، وبسببه صلى الله عليه وسلَّم.
وقد ألمحنا إلى أمور منها في الدرس حالياً، لكن أريد أن أبين شيئ آخر، غير التي ذكرناها، لأن البُشريات كثير وتحتاج إلى كتب وليس كتاباً واحداً.
﴿ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ الله فَضْلا كَبِيرًا ﴾ (47الأحزاب).
ولم يقُل بأن لهم من الله أجراً كبيراً، ولكن لهم فضل، وما هذا الفضل؟ هو النظر إلى وجه الله، التمتع بالدرجات العلا في جوار حبيب الله ومصطفاه، أن يمتعهم الله سبحانه وتعالى ويعطي لكل فردٍ منهم عدداً يشفع فيهم ويفرح بنجاتهم من النار بسببه، ويُدخلهم الجنة بإذن الله تبارك وتعالى، أن يرفع الله عن قلبه ويكشف له عن أنوار الملكوت أو أنوار الحي الذي لا يموت، فيكون كما قال الله في هذا الفضل الكبير:
﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ﴾ (22 الشورى).
هل عرفنا قدر الفضل الكبير يا إخوانا؟ نتمتع بالجنات والروضات، من روضة إلى روضة ومن جنة إلى جنة، وليست جنة واحدة، وكل ما يريده يتمناه:
﴿ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ (22 الشورى).
وإنتبه معي: جنات بعض إخوانا ربنا يهيدهم يقول: ربنا يعطيهم ما يريدون في الدنيا، إن كان يريد دعوة صالحة، أو شفاء مريض، لكنه هنا يقول في الجنات، ففي الجنات ماذا يريدون؟ فلا أرقى ولا ألذُّ ولا أبهى ولا أنعم من جوار رسول الله، والنظر إلى كمال وجه الله تبارك وتعالى، وهذا هو الفضل الكبير.
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم فيه عادة مع بني البشر، وقد كانت له بشرية، فكان يأتيه بعض الكافرين على أنهم له من الناصحين، ويقولون له: ننصحك بكذا ننصحك بكذا، وأحيانا يأتيه بعض المنافقين فكانوا معه يصلون، ويجلسون معه ويريدون أن يكونوا له ناصحين، فربنا قال له وخاطبه، وخاطبنا فيه حتى ننتبه وقال لنا:
﴿ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ﴾ (48الأحزاب).
إذا نصحك واحد كافر بنصيحة فلا تأخذها على المحامل الصحيحة:
﴿ وَلا تُؤْمِنُوا إِلا لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ ﴾ (73آل عمران).
إفحصها جيداً ولا تأمن له، وأيضاً إذا كان واحد منافق وأنا أعمل مشروع أو أؤدي مصلحة يتدخل ويساهم ويعمل كل شيء ليغشني في صورة نصيحة، ويقول لي: أنا رأيي يا فلان أن تفعل كذا وكذا، ويحاول أن يقنعني فالمؤمن كما إتفقنا قبل ذلك يشغل المصباح النوراني الذي في قلبه الذي استضاء بنور رسول الله ليعرف هذا من ذاك، ويميز هذا من ذاك:
﴿ إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ﴾ (29الأنفال).
والفرقان حتى عند أولادنا الصغار، فلو أنك كلمت إبنك في موضوع وأنت غير صادق يقول لك: أنت تكذب علي يا بابا، لأن عنده المصباح أيضاً، وكثير من الكبار مصباحهم إنطفأت، لكن الأولاد الصغار مصابيحهم شغالة تمام التمام.
فلابد للمؤمن أن يكون معه هذا المصباح ليستخدمه مع الكافرين ومع المنافقين، فيقول: أنني أتقي شرهم لأنهم سيسبونني ويشتمونني ويلعنونني ويقولون لم يأخذ رأينا في هذا المشروع، ومشروعه هذا لن يصلح وفيه كذا وكذا وكذا، فقال لي: هؤلاء لا تخشاهم ودع أذاهم، وتوكل على من؟ على الله وما دمت أنت متوكل على الله، فلم تخاف من هذا أو من هذا؟ بل توكل على الله، وهؤلاء؟
﴿ فَسَيَكْفِيكَهُمُ الله وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ (137البقرة).
فطالما توكلت على الله واعتمدت على الله فسيكفيك شر كل ذي شر، ونفاق كل منافق، وخداع كل ذئبٍ ماكر من الآدمييين، فالآدميين يراهم أهل الكشف كما في الغابة، الأجسام الظاهرة أجسام آدمية، ولكن الحقيقة التي بداخلهم يرى هذا ذئب، وهذا ثعلب، وهذا أسد وهذا كذا، لماذا؟
﴿ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ ﴾ (67يس).
فيريهم ربنا الحقيقة التي بداخلهم ليعلمها في الأصل، فيعرفوهم ويحذروا منهم، ولذلك قال صلى الله عليه وسلَّم:
(المؤمن كيِّسٌ فطن).
وكيس يعني ماذا؟ يعني عاقل ويتروى في كل الأمور، وفطن يعني ماذا؟ زكاؤه الممد من نور رسول الله فلا يستطيع أحدٌ أن يضحك عليه أو يخدعه، لأن ربنا يكشف له عن حقيقة أمره، فلا ينخدع ولا يُغرر.
كان سيدنا عمر رضي الله عنه يقول:
[لست بغرٍّ ـ والغر يعني مخادع ومكار ـ لست بغرٍّ ولا الغر يخدعني].
يعني أنا لست ماكر ولكن الآخر لا يستطيع أن يضحك عليَّ، وهذه أحوال الصالحين وأحوال أصحاب النبي يرونها ويعرفونها.
فلابد لنا أن نعيش في هذا الأمر حتى نعيش في الدنيا في حياة المتقين.
ويحسن للإنسان التوكل على الله، والتوكل على الله يعني كمال الإعتماد على الله بعد إنقطاع الأسباب، وأخذه بالأسباب على قدر طاقته ووسعه، فيعتمد على الله وكفى بالله وكيلا.
﴿ وَكَفَى بِالله وَكِيلا ﴾ (48الأحزاب).
نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن يهب لنا من عنده نوراً يرفعنا، وأن يجعلنا من أهل الحيطة والحذر حتى لا يكون هناك عدوٌ يخدعنا، وأن يجعلنا في حرز الله وكفالته أجمعين.
وصلى الله وسلَّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلَّم
وظائف النبى -سورة الأحزاب 48-45 2 فضيلة الشيخ / فوزى محمد أبو زيد
الخميس: 30/12/2021 موافق 26 جمادى الأولى 1443 درس بعد العشاء بدرا مناسبات مجمع الفائزين بالمقطم